أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

03/07/2010

 

الحجر الأسود مدينة نسيها الزمن

 

 

‮ساءت طرقات وشوارع مدينة الحجر الأسود الرئيسية والفرعية كثيراً خلال السنوات الأربع الأخيرة وبشكل لا مبرر له إلا ما يشاع خلال الشهور الأخيرة من أن المدينة ستخضع للتنظيم وأن هناك شركات تطوير عقاري عالمية ستدخل على خط التطوير لهذه المدينة لتحويلها من سكن عشوائي إلى سكن نظامي وحضاري تتوافر فيه كافة المرافق الخدمية من بنى تحتية وساحات عامة وحدائق ومراكز ترفيهية وتعليمية وصحية وغيرها باتت حديث الناس في تلك المدينة.
وبالعودة إلى حديث الطرقات السيئة فإن الحفر والمطبات ليست الاصطناعية والهادفة إلى تقليل السرعة وإنما المطبات التي تحدث بفعل عوامل الطبيعة والحت والأمطار ومرور السيارات ومرور الزمن عليها، وعدم تزفيتها أو القيام بأدنى عمليات الصيانة لمدينة تحتضن أكثر من 300 ألف نسمة على تخوم العاصمة والتي ما زالت تستقطب السكان إليها من كافة أصقاع القطر لقربها من العاصمة ولرخص أسعارها في الوقت ذاته. والأمر الذي يثير الاستغراب والاستهجان هو أعمال التزفيت التي تجري بعد كل مشروع حفر لبنى التحتية حيث تصبح الطرقات المعبدة أو الترابية في أقصى الريف السوري أفضل منها بكثير ولا يستعمل مسؤولو المدينة مكنة قشط الزفت القديم أبداً.
ويستغرب المواطنون كيف تتم أعمال التزفيت وكيف يتم الإشراف عليها ومتابعتها ومن يقوم بذلك وخاصة أن دفاتر الشروط والعقود والمواد والكميات والشروط الفنية والأموال المصروفة عليها هي ذاتها في جميع المدن والبلدات.
وعمليات التزفيت الجارية في طرقات الحجر الأسود تفتقد أدنى الشروط والبديهيات في أعمالها، وجولة من أي مسؤول إن كان في البلدية أو في محافظة الريف أو حتى من وزارة الإدارة المحلية سوف تظهر مدى السوء في التعاطي مع مثل هذه المشاريع في منطقة لا تبعد عن مراكز هؤلاء المسؤولين كثيراً ولا يستغرق الوصول إليها سوى عشر دقائق في حال توافرت النيات للاطلاع على مستوى المشروعات الخدمية وكيفية إنجازها والأكثر غرابة أن الحفر والمطبات وخاصة منها المتعلقة بفتحات الريكارات يتركز جزء كبير منها على مرمى عين البلدية التي تتوضع بداية الأوتستراد على مفترق الطرق أربعة طرق، على مدخل المدينة التي تسبب الكثير من الإشكالات والمضايقات للسيارات وتساهم أيضاً في تشكيل الاختناقات المرورية في معظم الأوقات على مدار اليوم في بؤرة مرورية لا تتحمل وجود ولو حفرة واحدة في هذه البقعة حيث من المستغرب أن تتجاهل البلدية حتى أقرب المشاكل إليها دون علاج وعلى مدى سنوات.
وعلى الرغم من أن المدينة لا تمتلك سوى ثلاثة شوارع رئيسية وحيوية وتشكل العصب الرئيسي للمرور في المدينة دخولاً وخروجاً إلا أن هذه الشوارع الرئيسية الثلاثة من أسوأ الشوارع على مستوى ريف دمشق على الإطلاق من حيث الضيق وسوء تنفيذ أعمال التزفيت عليها وهي منذ عقود مازالت تؤرق الساكن وتؤرق السيارات وتسبب لها الكثير من الأعطاب والخراب.
والشيء الثابت في هذه المدينة أن كل مداخلها بمنزلة عنق زجاجة حيث يتعوذ الأهالي من الشيطان في الدخول والخروج منها.
ويتساءل الكثير من الناس القاطنين في هذه المدينة عن أسباب الإهمال الواضح بأبسط متطلباتها وغياب أقل الخدمات فيها وهل تجمدت مشاريعها لمصلحة المشاريع القادمة في إعادة التأهيل والتنظيم كما يشاع حالياً؟ وهل ما يشاع أيضاً عن أقاويل تصدر كل فترة عن ضم هذه المدينة إلى مدينة دمشق وتبعيتها لها هو السبب في تجاهل محافظة الريف لأبسط متطلباتها الحياتية.
يطالب الأهالي المعنيين بهذه المدينة بإيلائها الاهتمام اللازم وتحسين خدماتها وطرقاتها بشكل أساسي.

المصدر:صحيفة الوطن السورية   - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري