تتصدر
اليوم حديث الشارع في مدينة محردة، تلك
الحديقة العامة التي قلبت رأساً على عقب
كما يقال في الدارج الشعبي، بحجة
الاستثمار وتحقيق منفعة مادية للمجلس غير
القادر على تنظيمها وتجميلها وتخديمها،
على حساب المواطنين الذين يرون فيها
متنفساً لهم ولأطفالهم، قضى عليه المستثمر
الذي جعل من هذه الحديقة مطاعم وكافيتريات
وكتلاً إسمنتية.
يقول المواطنون في شكواهم : تقع حديقة
المحبة العامة والبالغة مساحتها 3700 م2
في الحي الشمالي من محردة، وهي مجاورة
لمنازلنا وتعد المتنفس الوحيد لمدينة
محردة بشكل عام ولأهالي الحي الشمالي بشكل
خاص، وقد كانت هذه الحديقة مزروعة بكل
أنواع الأشجار التي يتجاوز عمرها اثنتي
عشرة سنة، والأزهار ومزروعات الزينة، قبل
أن يقوم مجلس مدينة محردة بتغيير صفة
الحديقة العامة إلى مطاعم وكافيتريات،
وذلك من خلال إعلان مزايدة علنية لأول مرة
على أساس رعاية الحديقة العامة من قبل
المواطنين، ضمن شروط ومواصفات الحدائق
العامة التي تنظمها القوانين المتعلقة
بالحدائق العامة، بحيث يستطيع جميع
المواطنين الدخول إلى الحديقة دون أي
قيود.
ولكننا فوجئنا بإلغاء المزايدة السابقة
وتحويلها إلى مزايدة عن طريق الظرف
المختوم، وإرسائها على نفس المواطن الذي
رست عليه في المرة الأولى، بمبلغ أقل من
ربع المبلغ في المرة الأولى، مع ظهور
مخططات للأبنية التي ستقام على أرض
الحديقة العامة، وهي مطاعم ضخمة ومقاهٍ
وكافيتريات مغايرة للمخطط التنظيمي
والإقليمي، المنظم للحديقة المذكورة.
وقد أعطى مجلس المدينة أمر المباشرة
للمستثمر، بتنفيذ المشروع الاستثماري
المذكور رغم الاعتراضات والانتقادات، وقد
قلع المستثمر دون الحصول على أي ترخيص
الأشجار الموجودة وحفر حفرة من الجهة
الجنوبية مساحتها بحدود 1200م2، وصب أعمدة
وقواعد بيتونية تتجاوز 35 عموداً يفوق
البناء عليها مساحة 1000م2، وحفرة ثانية
من الجهة الشمالية يتجاوز البناء الذي
سيقام عليها 250م2، وبهذا يكون مجلس مدينة
محردة قد ارتكب مخالفة كبيرة للقوانين
بتحويل صفة حديقة عامة عن الغرض الذي
استملكت على أساسه.
المهندس ماهر طجيني رئيس مجلس مدينة محردة
قال عن هذا الموضوع: لم نعمل على تحويل
حديقة المحبة إلى كتل إسمنتية، وإنما
للحفاظ عليها كحديقة عامة نموذجية، ونظراً
لعدم وجود قسم خاص بالحدائق في مجلس
المدينة، وعدم وجود عدد كافٍ من عمال
الحدائق، وضعف الميزانية المخصصة لهذه
الغاية، وتجاوباً مع توجيهات المحافظة
والوزارة بالبحث عن مشاريع استثمارية لدعم
ميزانية البلديات، قام مجلس مدينة محردة
منذ أكثر من 15 عاماً بتنفيذ الحدائق
العامة عن طريق تسليمها لمستثمرين، ومن
هذه الحدائق حديقة المحبة في الحي الشمالي
والتي كانت مستثمرة على مدار عشر سنوات،
وفيها بناء قديم ومتصدع، ولذلك أعلن
المجلس استثمار هذه الحديقة من جديد بعد
إعداد دفتر شروط فنية ومالية وحقوقية مصدق
أصولاً، بحيث نضمن استثمار هذه الحديقة
وتجهيزها بشكل حضاري وجميل مع بناء
تخديمي. وتم تنظيم عقد رقم 1 لعام 2010 مع
المستثمر بعد الإعلان والإجراءات
القانونية وصدق العقد من المكتب التنفيذي
لمجلس المدينة بقرار رقم 39 تاريخ
4/2/2010، وتضمن العقد تجهيز الحديقة
ببناء تخديمي من دورات مياه ومطبخ ومظلات
ومقاعد من مساحة الحديقة البالغة 3700
متر، وعلى حساب المستثمر مع دفع بدل سنوي
بموجب عقد مالي قدره 180 ألف ل. س لكل سنة
طوال عشر سنوات، ومن ثم دفع مبلغ 216 ألف
ل. س على مدار الخمس سنوات الأخيرة. أما
العقد الفني فقيمته 16 مليوناً و700 ألف
ل. س يتضمن تجهيز الحديقة وبعد انتهاء مدة
العقد 15 عاماً تعود ملكية كل هذه المنشآت
لمجلس المدينة. |