تستعد شخصيات معارضة بارزة في سوريا
لعقد مؤتمر إنقاذ وطني في العاصمة دمشق
أواسط الشهر الجاري وذلك للبحث في سبل
التوصل إلى خطة وطنية تتمتع بتأييد شعبي
واسع لحل الأزمة السياسية في البلاد. يأتي
التحرك الجديد بعد اتساع رقعة وحجم
الاحتجاجات المطالبة "بإسقاط النظام" وهو
ما شجع المعارضين السوريين في داخل البلاد
إلى السعي إلى خلق قاعدة عريضة للمعارضة "ذات
شرعية شعبية" لمواجهة النظام سياسيا
وفكريا. كما تعتزم شخصيات المعارضة إلى
عقد المؤتمر بعد أيام من لقاء محتمل دعت
إليه السلطات السورية في إطار ما أسمته "حوارا
وطنيا" حدُد موعده في العاشر من الشهر
الجاري. و جاء في بيان أصدره المنظمون "
في ظل نظام لا يقبل سوى الحلول الأمنية
والعسكرية" يعتزم المعارضون إصدار "وثيقة
وطنية تضع المبادئ العامة لرؤية مستقبلية
للخروج من الأزمة الراهنة عبر مرحلة
انتقالية". و تشترط المعارضة أن "يتوافق
السوريون على هذه الوثيقة التي يفرضها
الحراك الشعبي". كما يقترح المعارضون في
إطار الخطة المستقبلية "تشكيل حكومة إنقاذ
وطني تؤسس لدستور جديد وتشكيل الدولة
المدنية المعاصرة وإجراء انتخابات نيابية
ورئاسية خلال فترة محددة".
أسماء بارزة بين الموقعين على الدعوة
ويبدو أن الدعوة إلى عقد مؤتمر وطني
للإنقاذ في سوريا تحظى بدعم واسع من
شخصيات معروفة في أوساط المعارضة في داخل
البلاد، من بينها الشخصية الكردية مشعل
التمو والناشط الحقوقي هيثم المالح ونواف
البشير، وهو زعيم قبلي معروف في محافظة
دير الزور بشرق البلاد. بالإضافة إلى
الخبير الاقتصادي المعروف عارف دليلة، وهو
احد المنتقدين بشدة لأنشطة عائلة الأسد في
قطاع الأعمال التجارية. كما تحمل قائمة
الموقعين على الدعوة للمؤتمر وليد البني،
وهو طبيب لعب دورا كبيرا في حركة المطالبة
بالديمقراطية سحقها نظام الأسد قبل عشر
سنوات فيما عرف بربيع دمشق. وقال مشعل
التمو، عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر
المعتزم عقده في حديث مع إذاعة دويتشه
فيله " إن المؤتمر الذي نعتزم عقده يختلف
عن اجتماع سابق للمعارضة في فندق سمير
أميس الأسبوع الماضي من حيث الموقف من
النظام السوري ومن حيث إمكانية إصلاح
النظام الحالي أو قدرته على الإصلاح".
وأضاف التمو إن أحداث البلاد الأخيرة
أوضحت عدم إمكانية إصلاح النظام، حسب
تعبيره. كما أن الحراك الشعبي تجاوز حدود
"المطالب بإصلاح النظام"، كما يوضح التمو.
ويؤكد التمو على ضرورة العمل من اجل
الإعداد "لمرحلة الإنقاذ الوطني".
متجاوزين بذلك النظام الحالي كليا. |