قال دبلوماسي عربي في واشنطن، طلب عدم
الكشف عن اسمه، إن الإدارة الأميركية التي
تفرض مزيدا من العقوبات على رموز النظام
في سورية، تنظر من طرف خفي بارتياح الى
ثبات الموقف الروسي المعارض بشدة لتدخل
مجلس الأمن الدولي بالشأن السوري أو إصدار
قرار يدين ممارسات النظام. وأضاف
الدبلوماسي العربي أن إدارة الرئيس أوباما
لا تريد فتح "جبهة جديدة" مع العالم
العربي في سورية. وتابع قائلا: "يكفي
الولايات المتحدة أوجاع الرأس في العراق
وأفغانستان وفي ليبيا وفي مصر التي تسعى
الإدارة الأميركية الى احتواء ثورتها وعدم
خروجها عن دائرة الإصلاح الداخلي خوفا من
نتائجها الثورية على إسرائيل".
ويعتقد الدبلوماسي الذي تحدث الى "أبناء
موسكو" بأن البيت الأبيض "متواطئ" مع
الكرملين في عدم السماح بإسقاط نظام
الرئيس بشار الأسد. وأكد أن تصريحات وزير
الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عقب لقائه
نظيره الفرنسي آلان جوبيه في موسكو، والتي
شددت على ضرورة أن تتفاوض المعارضة مع
النظام ، تنسجم تماما مع المساعي
الأميركية لحض المعارضة داخل سورية
وخارجها على التفاوض مع النظام.
ويرى الدبلوماسي أن المصلحة الأميركية
تكمن في إبقاء النظام السوري داخل أتون
الضغوطات والعقوبات المتدرجة، لما في ذلك
مصلحة إسرائيلية. وقال: "يفضلون نظاما
منشغلا بمعارك داخلية وخاضعا للعقوبات،
على نظام جديد من غير المعروف كيف سيتعامل
مع الملفات الإقليمية وكلها ساخنة".
ويؤكد معارضون سوريون يقيمون في الولايات
المتحدة أن الدوائر الأميركية تستمع الى
ممثلي الجالية السورية المسيحية الكبيرة
نسبيا في الولايات المتحدة، والتي يؤيد
قسم هام منها نظام الرئيس بشار الأسد.
ويخشى المسيحيون السوريون في الشتات من
وصول قوى راديكالية إسلامية الى سدة الحكم
في سورية، ويحذرون الإدارة الأميركية من
مغبة نشوب حرب أهلية في حال رحيل نظام حزب
البعث العلماني. ولعبت الجالية دورا في
تنظيم زيارة لوفد أميركي الى دمشق برئاسة
النائب عن ولاية أوهايو دينيس كوسينتس الى
دمشق ولقائه كبار المسؤولين السوريين.
في نفس الوقت تلقى ممثلو الجالية السورية
رسائل من السفير الأميركي في سورية روبرت
فورد تشجع على توضيح الصورة للأحداث
الجارية في بلادهم لأعضاء مجلسي النواب
والشيوخ الأميركيين باعتبار أبناء الجالية
السورية، ناخبين. ووفقا لمصادر المعارضة
فان السفير فورد عد انعقاد مؤتمر دمشق
للمعارضة وعدم تصدي الأجهزة الأمنية مؤخرا
للتظاهرات في عدد من المدن السورية "مؤشرا
ايجابيا يستحق التقدير".
في ضوء كل ذلك، تبدو واشنطن، خلافا
للعواصم الأوروبية، غير متحمسة لإسقاط
النظام في سورية في تطابق مع الموقف
الروسي وإن اختلفت المصالح. |