عادت
وزارة الكهرباء- «والعود هنا ليس أحمد»-
مجدَّداً مع بداية موسم الصيف، لتكرِّر
مسلسلها المعتاد بقطع الكهرباء، وأحياناً
لعدة مرات في اليوم، وفي كلِّ مرة أكثر من
ساعتين، وذلك تماشياً مع قانونها الصارم
«التقنين المستمر حتى إشعار آخر»، وهذه
المرة يتزامن مسلسل القطع مع موجة حر غير
مسبوقة في تاريخ سورية، بحسب العديد من
المراقبين، ما يجعل من حياة المواطن
جحيماً لايُحتمل..
الوزارة ذهبت إلى هذا الخيار (التقنين)
منذ سنوات، باعتباره الحلَّ الوحيد
لمجموعة من المشاكل المستمرَّة؛ بدءاً
بعدم كفاية الطاقة المنتجة حالياً، مروراً
بحجم الفاقد الكبير، ووصولاً إلى صعوبة
تمويل مشاريع توليد جديدة بما يكفي لسدِّ
هذه الفجوة التي تزداد عاماً بعد آخر،
والسؤال: ما الحل ياوزارة الكهرباء.. وإلى
متى سنبقى على ذات الأسطوانة المثقوبة؟ هل
نفدت الحلول حقاً؟ وإذا كان الأمر بهذه
الدرجة من الصعوبة، فلماذا لم نسمع عن
أزمات مماثلة في دول مجاورة أو غير
مجاورة؟.. (للأمانة، نسمع خبراً من هنا
وآخر من هناك، ولكن في برامج الطرائف
والنوادر، وليس كما هو الحال عندنا
باعتباره مسلسلاً مكسيكياً لانهائياً!!)..
والأهم: أين الخطط الاستراتيجية التي
تمثِّل الحلول المناسبة لكلِّ ما سبق،
ونحن نعلم وأنتم تعلمون أنَّ النمو
السكاني لن يتوقَّف، والتوسُّعات
العمرانية مستمرَّة هي الأخرى، والمشاريع
الاستثمارية ستزداد انسجاماً مع سياسة
الحكومة التي تضعها على رأس أولوياتها،
فهل وضعتم ذلك في حساباتكم فيما أنتم
مخطّطون، أم أنَّ الخطط للإعلام فقط؟..
تقولون: «إنَّ الخطط موجودة لدى وزارة
الكهرباء، لكن الموضوع ليس كن فيكون»،
وتضيفون: «إنَّ ترشيد الاستهلاك هو
المطلوب، والتقنين لا يفيد»، وتؤكِّدون:
«إن لم يكن الترشيد حاضراً فوزارة
الكهرباء لن تتمكَّن من توفير الكهرباء»،
كما أنكم تعتبرون أنَّ أيام الحر هذه
استثنائية، فالضغط كبير على وزارة
الكهرباء. وجواباً عن ما قيل نقول: هل
يستطيع أيٌّ منكم أو مِن الداعين إلى
الترشيد، في هذا الجو الحار، أن يرشّد في
استهلاك الكهرباء هذه الأيام؛ فلا يستخدم
المكيّف أو المراوح أو البراد مثلاً؟!!.
يكفي مبرِّرات.. مللنا من تكرار ذات
الأسطوانة.. تقنين وترشيد وفاقد.. ولو
كانت الوزارة قد قامت عبر السنوات الماضية
بخططها «الاستراتيجية ومشاريعها
«العظيمة»، أو حتى بنصف ما تمَّ التصريح
عنه للإعلام، لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه
من شحٍّ وعوز كهربائيين، فيما العالم
تجاوز هذا الأمر منذ عقود!!..
|