يستأنف مجلس الأمن الدولي اليوم
الأربعاء اجتماعاته المغلقة حول سورية بعد
يومين من المشاورات التي لم تتمكن الدول
الأعضاء في المجلس خلالها من التوصل إلى
موقف مشترك من الملف السوري.
وقال المندوب الدائم لروسيا لدى الأمم
المتحدة، فيتالي تشوركين، للصحفيين إن
الخلافات القائمة بين الأعضاء تسببت في
إطالة العمل وحالت دون التوصل إلى نتائج
نهائية مساء الثلاثاء.
وأشار تشوركين إلى أن أعضاء المجلس
انقسموا إلى مجموعتين. وحسب قوله، تبنت كل
مجموعة وجهة نظر مختلفة بشأن الملف السوري.
وأوضح قائلا "من المعروف إن شركائنا
الغربيين يعتقدون أن الذنب بالكامل يقع
على عاتق دمشق والحكومة السورية وان رد
الفعل الأمثل من قبل مجلس الأمن يتمثل في
زيادة الضغط على السلطات السورية إلى أقصى
حد ممكن أو إجبارها على تغيير سياساتها
باتخاذ تدابير أخرى من قبل المجلس".
وتابع تشوركين قائلا: "أما عدد آخر من
أعضاء المجلس ومن ضمنهم روسيا فيعتبرون أن
الوضع أكثر تعقيدا، وانطلاقا من هذه
القراءة للأحداث نتوصل إلى استنتاج مفاده
أن مهمة مجلس الأمن الدولي يجب أن تتلخص
في حث كل أطراف النزاع في سورية إلى حوار
من شأنه المساعدة في اجتياز الأزمة
المتفاقمة التي تعيشها سورية في الوقت
الراهن".
وأعاد تشوركين إلى الأذهان أن المناقشات
بدأت يوم الثلاثاء "بمحاولة شركائنا
الغربيين إحياء الصيغة المشددة لمشروع
قرار إدانة دمشق الذي كانوا طرحوه على
المجلس قبل شهرين والذي لم يحظ حينذاك
بتأييد الدول الأعضاء كلهم".
وقال إن روسيا شأنها شأن عدد آخر من الدول
الأعضاء تعتبر رد الفعل كهذا (تبني قرار
الإدانة) غير مناسب. وتعتقد موسكو أنه "يمكن
الآن الاكتفاء برد فعل أكثر هدوءا، وعلى
سبيل المثال إصدار بيان رسمي لرئيس مجلس
الأمن الدولي".
وأضاف تشوركين أن الوفود المشاركة في
الاجتماع اتفقت على إجراء مشاورات مع
حكوماتها واستئناف المباحثات اليوم
الأربعاء كي "نتأكد ما إذا كان بإمكاننا
أن نخطو خطوة أخيرة نحو التوصل إلى
الاتفاق".
وأعرب مندوب روسيا الدائم عن اعتقاده بأن
"موسكو فعلت كل ما في وسعها لحث مجلس
الأمن على إجراء مشاورات مثمرة وبناءة"،
مضيفا "للأسف كانت جهودنا والجهود التي
بذلها شركاؤنا في مجموعة "بريكس" (البرازيل
والهند والصين وجنوب أفريقيا وروسيا) غير
كافية للتوصل إلى النتيجة المطلوبة يوم
الثلاثاء |