رأى المعارض السوري عارف دليلة
أن الاعلان عن مجلس انتقالي سوري اخيرا في
انقرة «خطوة فردية ومتسرعة»، معتبراً أن
هذا الاجراء «يمثل ردة فعل على الركود
السياسي في الداخل والاختلاف في الخارج».
واذ أكد دليلة ان المعارضة «تقرأ في كتاب
واحد رغم رغبة البعض بالتفرد»، مشدداً على
التنسيق الدائم بين مختلف أطيافها، أوضح «أن
الروس لن يكون بمقدورهم الاستمرار في
تغطية النظام»، ملاحظاً «ان التحركات
الأوروبية واسعة ومتسارعة».
«الراي» اتصلت بالمعارض السوري عارف دليلة
واجرت معه الحوار الآتي:
• تم الاعلان عن مجلس انتقالي في تركيا من
بعض المعارضين السوريين. ما رأيك في هذه
الخطوة؟ ولماذا أبدى معارضو الداخل
تحفـــظهم عنها؟
- الاعلان عن مجلس انتقالي عبارة عن قرار
فردي ومتسرع بعيد عن الديموقراطية، بحيث
اُعلنت الخطوة من دون التشاور مع احد
وخصوصاً المعارضة في الداخل، وأعتقد أن ما
حصل في هذا الاطار عبارة عن ردة فعل من
بعض المعارضين على الركود السياسي في
الداخل والاختلاف في الخارج.
• هل يعني ذلك أن المعارضة في سورية تعاني
من تضارب المواقف في ما بينها؟
- مواقف المعارضة غير متعارضة والجميع
يقرأون في كتاب واحد، ولا وجود لفروقات
موضوعية في ما يتعلق بآلية الخروج من
الأزمة، ولكن المشكلة تكمن في أن بعض
أطياف المعارضة تعاني من رغبة في التفرد،
ورغم ذلك فانها في حال من التنسيق الدائم.
والمعارضة في سورية جزء من طبيعة الواقع
السياسي الممتد منذ عقود، ما جعل بعض
المعارضين أقرب الى التفرد وهذا بالطبع
ليس تبريراً لعدم التوحد.
• الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قال إن
الرئيس الأسد ارتكب عملاً لا يمكن اصلاحه
من خلال قمع المحتجين. كيف تقرأ هذا
التصعيد الفرنسي الجديد المترافق مع
عقوبات من الاتحاد الاوروبي؟
- التحركات الأوروبية واسعة ومتسارعة وهي
على نقيض الموقفين الروسي والصيني أقله في
المرحلة الراهنة. والمسؤول عن هذا التصعيد
هو النظام الذي يتعامل مع الأزمة الداخلية
كما لو أنها أزمة عابرة، فلم يقْدم حتى
الآن على أي تغيير نوعي رغم سلة الاصلاحات
التي قدمها. الأزمة السورية ليست بنت
الساعة، بل تمتد لعقود. المطالب الاصلاحية
ليست جديدة وقد سبق للنظام ان طرح مبادرات
اصلاحية في السابق لكن طريقة الادارة
العامة للدولة والمجتمع أوقفت أي خطوة
اصلاحية، والدليل على ذلك أن النظام اعلن
عن إلغاء حال الطوارئ ولكنه لم يطبق شيئاً
منه والوضع الأمني أصبح أخطر من قبل.
• القوى الأمنية السورية منعت ثلاثة
معارضين سوريين هم ميشال كيلو وفايز سارة
ولؤي حسين من الدخول الى لبنان. ما رأيك
في ذلك؟
- لم يتغير شيء رغم الاصلاحات التي تحدث
عنها النظام، وأخشى أن تتكرر حالة منع
السفر مع المئات من السوريين.
• هل تلقيتَ أي تهديد من الأجهزة الأمنية
السورية؟
- عموما يمكن القول إن الحياة ليست طبيعية
ولا يشعر الانسان اطلاقاً بحرية التحرك،
وبالطبع الكثير من المعارضين السوريين
تعرضوا للتهديد ولا أحد يدري ما الذي
سيحدث.
• كيف تقرأ الموقف الروسي بعد اللقاء بين
نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل
بوغدانوف والرئيس الأسد؟
- الموقف الروسي له وجهان: الأول ظاهر،
والثاني غير معلن. الروس حتى اليوم يعلنون
دعهم للنظام، لكنهم يحملون رسالة ضمنية
للرئيس الأسد تدعوه الى ضرورة وقف العنف
والبدء بالعلمية الاصلاحية. ويبدو أنهم
غير قادرين إذا استمر الوضع على حاله على
الاستمرار في التغطية. في الواقع الموقف
الروسي يتبدل مع تغير الوقائع. وهذه
المنهجية اتبعها الروس في مقاربتهم للملف
الليبي وهم اليوم اعترفوا بالمجلس
الانتقالي (الليبي).
• هل يمكن القول إن الأجواء في سورية
مهيأة لمرحلة ما بعد سقوط النظام رغم
التخوف من أزمة البديل؟
- لا أستطيع أن أقول ذلك، فالأوضاع على
المستوى الداخلي والخارجي ما زالت غامضة. |