أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

30/06/2010

 

تعهدات بمئات الملايين والرشاوى 7% منها....إداري بارز يسيّر المتعهدين ومتعهد يعمل بجباية الرشاوى

 

 

‮تحمل اعترافات وإفادات المعنيين بالملف الرقابي الخاص بالخدمات الفنية معلومات مهمّة أبرزها قيام ر.ح (إداري بارز).

في الخدمات الفنية بتسيير أمور عدد من المتعهدين وتحديد مناقصات المشروعات التي يتمّ إرساؤها عليهم، وتوجيههم بإقامة شراكات حسب ما يرتئيه، وبذلك يكون إداري في جهة عامّة يسيّر متعهدي مشروعات وفق مصالح لا علاقة للمصلحة العامة بها! ‏

وكانت إحدى الجهات المختصة في طرطوس أحالت مؤخراً أكثر من 14 شخصاً إلى القضاء المختص هم مجموعة من متعهدي مشروعات تمّ تنفيذها لمصلحة الخدمات الفنية في طرطوس إضافة إلى مجموعة من العاملين في مديرية الخدمات الفنية، وذلك بعد التطوّر البارز الذي تمثّل بقيام وزير الإدارة المحلية بإعفاء مدير الخدمات الفنية في طرطوس بتاريخ 13/4/2010 لينفتح باب الملفات الرقابية في المديرية على مصراعيه.. ‏

إحالة إلى القضاء ‏

وجاء في سبب إحالة المشار إليهم إلى القضاء أنّه (لقيام بعض المتعهدين بالتلاعب في المواد المقدمة من قبلهم إلى مجبلي الخدمات الفنية، ولعدم مطابقة المواد المقدمة للمواصفات المطلوبة، وقيام البعض بتقديم رشاوى لبعض العاملين في الخدمات الفنية مقابل ترسية المناقصات عليهم، وقيام الإداري البارز المشار إليه بأخذ ما نسبته 7% مقابل مهمة الترسية المذكورة، وقيامه باستخدام نفوذه في حال تقصير المتعهدين بالدفع وذلك عبر الابتزاز والمضايقة بالتجارب المخبرية، وتوجيه لجان استلام المواد الموردة لمجبلي (الآلي وتل ترمس) بعدم إجراء قياس للكميات الموردة ووجود نقص بهذه الكميات وقيام أحد المهندسين وسائق الإداري البارز بقبض مبالغ مالية لمصلحة (معلمّه)، وقيام عاملين باستلام مواد قدّمها بعض المتعهدين للمجبل بشكل عشوائي ما سبب نقصاً بالمواد، وقيام عاملين في مخبر المديرية وقسم الطرق بتقاضي الرشاوى.. ‏

وكان محافظ طرطوس أصدر قرارات كف يد لخمسة عشر عاملاً من الخدمات الفنية حتّى الآن بسبب توقيفهم في الملف المذكور.. ‏

إداري يسيّر المتعهدين! ‏

المتعهد (ن.ع) تحدث في اعترافاته لدى الجهة المختصة عن ر.م الإداري المشار إليه كيف طلب منه أن يشارك متعهد آخر ب.ي لتنفيذ مشروع طريق ضهر مطرو مفرق الدريكيش، وعلى مجبل، ومشاركة بعض المتعهدين لتنفيذ مشروعات طرق أخرى، وأنّه عند اعتراض المتعهد على سوء المجبول لأحد الطرق هدده شريكه في المجبل بالقتل، وعند اللجوء إلى الإداري البارز في الخدمات الفنية طلب منه فض الشراكة..؟!. ‏

ثمّ يتابع عن خلافات مالية مع شريكه المتعهد ب.ي تمّ تبريرها نتيجة عدم قيامه هو بتسديد حصّة (المعنيين في الخدمات الفنية) فيقوم شريكه بتلقي تسهيلات من (هؤلاء المشار إليهم) واستلامه لمشروعات من دون حصوله على براءة ذمة من المالية، أي من يسدد حصة (بعض العالمين في الخدمات الفنية) تصبح أموره ميسرة، ومن يتأخر أو لا يسدد تتعسّر مشروعاته وأموره! وكيف تحوّل المتعهد ب.ي إلى جابي رشاوى من باقي المتعهدين لمصلحة ر.ح في الخدمات الفنية)! وكيف كان هذا المتعهد (الجابي) يهدد بأنّه يستطيع نقل مسؤولين نافذين وأنّه تسبب بالغضب ونقل بعض الإداريين النافذين في جهات لها خصوصيتها؟! ‏

واللافت حصول اجتماع لمجموعة متعهدين يسيّره متعهد نافذ يقوم بتوزيع المشروعات التي على كلّ متعهد التقدم إليها، وهي موزّعة بإعداد من ر.م الإداري البارز المشار إليه في الخدمات الفنية!. ‏

متعهد يلمّ (الخوّة)! ‏

تحدّث متعهدون آخرون عن المتعهد ب.ي (جابي الرشاوى) كيف يطلب من كل متعهد 150ألف ل. س أو نصف مليون ل.س أو 800ألف ل.س وصولاً إلى حدود المليون ل.س أو أكثر من ذلك (حسب قيمة المشروع) بحجّة تسديدها للمعنيين في الخدمات الفنية بطرطوس وسمّاها نفقات تسيير أمور تعاقداتهم؟ وأنّه بتكليف من ر.م لن تصرف كشوف مشروعاتهم إلاّ إذا قاموا بالتسديد! أحدهم وافق حسب إفادته على تسديد مليون ونصف المليون للإداري البارز عن طريق (متعهد جابي الرشاوى)، بينما أكّد جميع المتعهدين الذين تمّ استدعاؤهم إلى إحدى الجهات المختصة أنّه لا بدّ من تسديد ما قيمته 7% من قيمة كل عقد للمعنيين في الخدمات الفنية مقابل الترسية على المتعهد المعني بالعقد.! ‏

عرس ذهبي! ‏

وأفادت مجموعة من المتعهدين بتفصيلات عن عرس ذهبي لأحد مهندسي الخدمات الفنية هو رئيس قسم الطرق السابق التي تلقاها خلال العرس من كل متعهد (كمباركة ونقطة)؟! أمّا المتعهد ب.ي (جابي الرشاوى) فهو الذي تكلّف بكامل نفقات العرس! ‏

متعهد يتحدّى! ‏

أفاد المتعهد (م.د) عن قيام مدير الخدمات السابق بعرقلة جميع مشروعاته وتعاقداته ومشروعات وتعاقدات أقاربه-أي المشروعات والعقود مع الخدمات الفنية- ما اضطره لإبلاغ محافظ طرطوس وجهات مختصة، وكان المدير السابق يقول له:كل الشكاوى لن تفيدك، الذي يفيدك فقط أن تنسّق مع المتعهد (جابي الرشاوى لمصلحة الإداري البارز)؟! ‏

جابي الرشاوى! ‏

تضمّنت إفادة المتعهد ب.ي (جابي الرشاوى) تفصيلات مهمة، علماً أنّه يحمل الشهادة الابتدائية، وهو متعهد من الدرجة الثالثة في طرطوس، وصاحب مجبل خاص، وأفاد كيف كان يقدّم رشوة خمسين ألف ل.س ل(ر..م) في الخدمات الفنية بطرطوس بعد انتهاء أعمال كل عقد يحصل عليه..، وكيف أصبح ر.م يطالبه بمبالغ مالية كبيرة، منها مبلغ مليون ل.س ليشيّد الإداري المشار إليه (فيلته) في قريته الجميلة، وكيف وجّه ر.م المتعهدين للاتفاق على المناقصات ومحاصصتها، وأنّه أيضاً في مشروع لاحق طلب ر.م منه مليون ل.س مجدداً فسددها له مع تنفيذ طريق وتسوية أرض في مزرعته، إضافة إلى تكرر الرشوة بمليون ل.س، ولكن طلب ر.م منه في إحدى المرات 2.3 مليون ل.س على أنّها دين وبما يتواقت مع رسو مناقصة مشروع قيمته أربعون مليون ل.س، وأنّه سلّمه المبلغ في مزرعته وبقي المبلغ بذمته على الرغم من إلغاء العقد لاحقاً نتيجة عدم التصديق عليه مركزياً؟! ‏

كما تبرز في إفادة هذا المتعهد كيفية قيام ر.م في الخدمات الفنية بترسية مشروعات على بعض المتعهدين مقابل الشراكة معهم بحصة الثلث؟! وتوجد تفصيلات عن قيامه بجمع الرشاوى من المتعهدين وتقديمها ل(ر.م) بسبب مناقصات بالجملة، ولكن حدث أن قام السيد محافظ طرطوس بإلغاء تلك المناقصات فلم يقم ر.م بإعادة ما سدده المتعهدون –بضعة ملايين- (نفقات) تسهيل المناقصات؟!. ‏

الإداري البارز يقبل الهدية والرشوة؟ ‏

اعترف ر.م الإداري البارز المشار إليه ببعض المبالغ التي قبضها على أنّها هدايا ورشاوى عن طريق المتعهد ب.ي الذي كان يعمل كجابي رشاوى، وأنّه قبض منه مبلغ ثلاثة ملايين وثلاثمئة ألف ل.س واعتبر ر.م أنّ جملة من الأمور أثيرت بحقه كيدية، واعتبر أنّ بعض المبالغ بذمته (كدين)، وبرر تدخله لحل بعض الخلافات بين المتعهدين بحجّة الخشية من أن تنعكس الخلافات على مشروعات مديرية الخدمات الفنية بطرطوس؟! ‏

وماذا بعد؟! ‏

يتبين من بعض قرارات كف يد لعمّال من الخدمات الفنية أصدرها محافظ طرطوس أنّها تمّت بناء على قانون المحاكم المسلكية وعلى كتاب إحدى الجهات الوصائية المهمة، وعلى كتاب إحدى الجهات المختصة، ومقتضيات المصلحة العامة.، ومن نص قرارات كف اليد يتأكّد بأن أكثر من جهة وصائية ورقابية إضافة إلى (تشرين) التي كشفت منذ مدة كيفية تعامل الخدمات الفنية في مرحلة إدارتها السابقة مع بعض قرارات وتوصيات ومقترحات جهات رقابية ووصائية، وأهمّ تلك التفصيلات تجاهل كتاب أحاله السيّد رئيس مجلس الوزراء بتاريخ 9/10/2005 إلى وزير الإدارة المحلية والبيئة يخص تقرير الجهاز المركزي للرقابة المالية الصادر بتاريخ 2/10/2005 حول نتائج التحقيق في المخالفات المرتكبة لدى مديرية الخدمات الفنية بطرطوس ويقترح فيه الجهاز إبعاد مدير الخدمات الفنية عن عمله، ولكن لم يتم ذلك طوال خمس سنو ات، وعندما تمّ إعفاء المدير المذكور (في 13/4/2010 ( فلأسباب لا ترتبط بالتقرير الرقابي ذاته الذي بقي موضوع الإبعاد فيه حبراً على ورق؟!.) ‏

إذاً السؤال الأهم: كيف بقي مدير الخدمات الفنية السابق على رأس عمله طوال سنوات كان يتوجّب فيها إبعاده، ومن وضعه مديراً للخدمات، ومن أخفى ملفاته، ومن خلفه؟! توجد أسئلة كثيرة يمكن لهمس الشارع في طرطوس أن يجيب عنها، إذ تبين أنّ الكثير ممّا يهمس به الشارع الطرطوسي متطابق مع تفصيلات الاعترافات في ملف الفساد في الخدمات الفنية بطرطوس، ولكن تبقى الأمور المعروفة معروفة أمّا الأمور غير المعروفة فهي الأخطر التي تشبه قصة المثل الشعبي المشهور الخاص (بكف العدس)؟! ‏  ‏

المصدر:صحيفة تشرين السورية  - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري