اعلن
الوزير النائب عن «حزب الله» حسين الحاج
حسن ان لبنان امام مشروع فتنة اميركية ـ
اسرائيلية تهب عليه من بوابة القرار الظني
للمحكمة الدولية، مشيراً الى ان «حزب
الله» سيقول اليوم لـ «قمة بيروت» التي
تضم العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد
العزيز والرئيس السوري بشار الاسد الى
الرئيس ميشال سليمان «ممنوع اتهام «حزب
الله» ونقطة على السطر»، وقال: «نقول ذلك
لأننا ابرياء واتهامنا محاولة لتحقيق ما
عجزت عنه حرب يوليو 2006».
ولفت الحاج حسن في حديث الى «الراي» الى
اننا اعلنا موقفنا في القرار الظني بناء
على ما لدينا من معلومات رسمية، وبناء على
ما قيل لنا من كلام رسمي وموثق عن ان هذا
القرار يتهم افراداً من «حزب الله»،
سائلاً لماذا يريدون تربيحنا جميلة عبر
اتهام عناصر من الحزب وتبرئة القيادة»،
ومضيفاً: «نحن حزب منضبط مئة في المئة
والقرار الظني مرفوض مئة في المئة (...)».
اضاف: «ان الحضور العربي في بيروت اليوم
مسؤوليته مساعدتنا لدرء الفتنة الاميركية
ـ الاسرائيلية عبر القرار الظني»، رافضاً
الرد على امكان انسحاب وزراء الحزب من
الحكومة، ومكتفياً بالقول «كل شيء في وقته
حلو».
وفي ما يأتي نص الحوار:
• ماذا تعني لكم في «حزب الله» الزيارة
المزدوجة للملك عبد الله والرئيس بشار
الاسد، وفي هذه اللحظة السياسية تحديداً؟
- هناك اهتمام عربي بلبنان وهو اهتمام ليس
جديداً، ولكن في ضوء هذا التوقيت السياسي،
فمن المؤكد ان قضايا لبنان يفترض ان تكون
مطروحة على طاولة البحث والنقاش، سواء في
العواصم العربية او خلال زيارة قادة عرب
للبنان. نحن نعرف تماماً مدى الاهتمام
العربي ونقدّره.
• زياة الملك عبد الله مهمة لبيروت وكذلك
زيارة الرئيس الاسد، لكن كيف تقرأون حصول
زيارة مزدوجة؟
- دائماً كان للعلاقات السورية ـ السعودية
تأثير على الوضع العربي وتحديداً على
الواقع اللبناني، لذا فما من شيء جديد على
هذا المستوى. وعلينا ان ننتظر نتائج
محادثات دمشق (بين الملك عبد الله والاسد)
اليوم (امس) ونتائج زيارتهما لبيروت غداً
(اليوم). وفي ضوء تلك النتائج يمكن ان
نحكم اذا كان هناك تقدم ام لا، فنحن نريد
التقدم والاستقرار والازدهار، ونريد
معالجة قضايانا اللبنانية والعربية.
• الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن
نصرالله استبق الزيارتين...
- السيد نصرالله لم يستبق اي زيارة.
• اقصد انه وان من باب المصادفة، وضع
القرار الظني على الطاولة والى جانبه
التحذير...
- القرار الظني تعدّه المحكمة الدولية
وليس السيد نصرالله او «حزب الله» ...
لنكن واضحين، لا يمكن ان ننتظر ان يتهمنا
القرار الظني ثم نتكلم. اي قرار ظني قد
يصدر عن المحكمة الدولية ويتهم «حزب الله»
هو قرار مرفوض وظالم ومسيس ومتلاعَب به
الى ابعد الحدود، وتالياً فإننا سنتعاطى
معه على انه مشروع فتنة اميركية ـ
اسرائيلية. ومن المنطقي ازاء ذلك ان لا
ينتظر «حزب الله» وامينه العام السيد حسن
نصرالله حفظه الله، صدور القرار الظني
لاعلان الموقف. نحن نعلن موقفنا من قرار
ظني بناء على ما لدينا من معلومات رسمية
وبناء على ما قيل لنا من كلام رسمي وموثّق
عن انه يتهم افراداً من «حزب الله». لذلك
فان التوقيت لا علاقة له بزيارة رئيس او
زيارة ملك، وكلامنا وموقفنا ليس من باب
الاستباق ولا من باب المصادفة. هناك مَن
يتحدث منذ عام ونصف عام او عامين عن قرار
ظني سيتهم المقاومة... اعلاميون، سياسيون،
رسميون، محليون، عرب ودوليون قالوا كلاماً
واضحاً عن هذا الامر ونحن نردّ بكلام
واضح، لذا لا نستبق زيارة احد ولا نقوْطب
على زيارة احد.
• شاءت المصادفة ان يطرح موضوع القرار
الظني وتتجه البلاد نحو مأزق حقيقي في
الوقت الذي يصل غداً (اليوم) الى بيروت
الملك عبد الله والرئيس الاسد... السؤال:
هل تساهم هذه الزيارة في ايجاد مخرج...
- نحن لا نطلب شيئاً من احد، وبالتحديد لا
نطلب مخرجاً. الجميع باتوا يدركون ان
القرار الظني سيتسبب بمشكلة وفتنة في
لبنان ... عندما يتهم القرار الظني ظلماً
وعدواناً وافتراء افراد من «حزب الله»
باغتيال الرئيس (رفيق) الحريري، وهناك مَن
يعتبر المحكمة الدولية منزهة ومهنية صرف،
وتالياً فإنهم سيعتقدون ان هذه المحكمة
«المهنية والمنزهة» قالت كلاماً منزهاً
ومهنياً واتهمت افراداً من «حزب الله»،
اليس ذلك مشروع مشكلة في البلد؟ نحن لا
نريد من احد ان يبحث لنا عن مخرج.
• المخرج للبلد ...
- دعني اقول نعم الاشقاء العرب مسؤولون عن
مساعدتنا لدرء فتنة اميركية ـ اسرائيلية
تهبّ على لبنان من بوابة القرار الظني.
• هل ثمة ملامح في هذا الاتجاه؟
- «مش شغلتي» ان افتش عن ملامح. مَن يريد
صدور القرار الظني عليه تحمل المسؤولية.
• ألا يشكل الحضور العربي الاستثنائي في
بيروت مؤشرا؟
- هذا الحضور العربي الاستثنائي مسؤوليته
مساعدة لبنان على درء الفتنة الاميركية -
الاسرائيلية التي يتم تحضيرها من بوابة
القرار الظني. حتى الآن ما من شيء
ملموس... مجرد كلام عام نسمعه من هنا
وهناك.
• الولايات المتحدة طالبت اليوم (امس)
الرئيس الاسد بـ «الاصغاء» الى الملك عبد
الله...
- الولايات المتحدة مطالَبة بالخروج من
سياسة تبني اسرائيل وارهابها بالكامل، ومن
سياسة
الكيل بمكيالين والضغط على العرب
لاستنزافهم بالكامل، ومن سياسة تهويد
القدس التي تتم باموال اميركية، وتجريف
الاراضي... هذا المطلوب ان نستمع له.
• كنت اقصد هل ان صورة الاسد - الحريري ـ
اوغلو وخلفهم صورة الملك عبد الله هي على
حساب صورة الاسد - نصرالله ـ نجاد؟
- عقول البعض لا يحلو لها ان تستوعب ان
سياسة سورية لا تقوم على ظرفيات وان موقع
سورية واضح. موقف سورية يعبّر عنه الرئيس
الاسد بالامس واليوم وغداً.
• لا شك انكم سمعتم السؤال الاتي: لماذا
لا يحذو «حزب الله» حذو سورية التي تعتبر
ان لا شأن لها بالمحكمة الدولية وانه اذا
اتهمت هذه المحكمة سورياً بأدلة دامغة
فستحاكمه بالخيانة العظمى؟
- اولاً: ان سورية دولة عندها قضاء، ودولة
توقّع معاهدات دولية، ونحن حزب سياسي
لبناني مقاوم، جزء من الدولة اللبنانية
صحيح، وثانياً: نحن رافضون اصل اتهامنا،
خصوصاً بعد اربعة اعوام من تجربة «مهنية
صرف وعادلة صرف» (متهكماً). تخيلوا ان
محكمة دولية تسجن اربعة ضباط لاربعة اعوام
وليس من اختصاصها محاكمة شهود الزور الذين
استندت اليهم في توقيف هؤلاء الضباط، ولا
القضاء اللبناني من اختصاصه محاكمة شهود
الزور، اذا من اختصاص من؟! ثالثاً: لماذا
لم تتهم هذه المحكمة «العادلة والنزيهة»
«حزب الله» منذ البداية وذهبت في اتجاه
اتهام سورية؟! الفريق الذي يعتبر محكمته
مهنية صرف عقد معنا حلفاً انتخابياً في
العام 2005 اي بعد اغتيال الرئيس الشهيد
رفيق الحريري بثلاثة اشهر. اتهموا سورية
في اطار مخطط سياسي ما، ولم يتحدثوا عن
«حزب الله». والآن انقلبوا لحسابات سياسية
ما ويوجهون الاتهامات للمقاومة، لماذا؟
لأنه ما كان مخططاً في حرب يوليو 2006
للمقاومة عبر القوة العسكرية يريدون الآن
تحقيقه عبر المحكمة الدولية وقرارها
الاتهامي، رابعاً: لماذا يريدون «تربيحنا
جميلة» عبر اتهام عناصر وتبرئة القيادة؟
نحن حزب منضبط مئة في المئة، فلا يبحثوا
عن مخرج، فالقرار الظني المقبل مرفوض مئة
في المئة.
• السيد نصرالله «برمج» خمس اطلالات لا بد
ان تفضي الى شيء ما، فما المطلوب؟
- نحن لا نطلب شيئاً.
• ما دام لا سلطة للحكومة اللبنانية على
المحكمة الدولية...
- لا سلطة ... عندما كنا نريد مناقشة ملف
المحكمة في الحكومة لم يسمحوا لنا... الآن
تقول ان لا سلطة للحكومة.
• نقصد ما يمكن فعله لتجنب...
- مش شغلتنا، عليهم هم ان يعرفوا ما عليهم
القيام به.
• هل تشعرون بخطر حقيقي من الفتنة؟
- طبعاً.
• خطر على «حزب الله»؟
- لا... على البلد. نحن لسنا خائفين على
«حزب الله». نحن «حزب الله» اليوم والامس
وغداً. لسنا خائفين على انفسنا، لا كأشخاص
ولا كحزب ولا نطلب من احد اي شيء، ولسنا
في معرض الدفاع عن انفسنا...
القرار المنتظر قرار اتهامي وليس قراراً
ظنياً، لنكن واضحين ففي القضاء اللبناني
هناك تحقيق، قرار ظني، ثم قرار اتهامي. في
المحكمة الدولية صار جميعهم شخصاً واحداً.
المحقق هو نفسه مدعياً عاماً وهو عينه
هيئة اتهامية، اضافة الى ان اجراءات
المحكمة يمكن ان تتغير كل يوم و«غب
الطلب».
• ما هو السيناريو الاسوأ؟
- السيناريو الاسوأ هو اتهام «حزب الله»،
لانه بعد اتهامه ماذا سيحدث؟ لا شيء؟! بعض
الاصوات خرجت اخيراً تقول انه لن يحدث
شيئاً. دعوني اذكّر بما حدث بعد اتهام
سورية، بعد الاتهام السياسي لسورية كما
يقولون، خُونت شخصيات سياسية لبنان
وحوصرت، واندلعت موجات من السباب
والشتائم، وقتلى وجرحى في الشوارع،
والعلاقات اللبنانية ـ السورية بلغت مداها
في التوتر... حدث ذلك ام لم يحدث؟ فكيف هو
الحال والامر داخل البلد؟
• تم التلويح في شكل ضمني وغير مباشر
بامكان خروجكم من الحكومة في حال املت
التطورات ذلك. في اي ظروف يمكن ان تلجأوا
الى مثل هذه الخطوة؟
- لن تحصلوا على اي جواب في هذا الشأن،
فلا تتعبوا انفسكم، كل شيء في وقته حلو.
ماذا سيحدث في حال صدر القرار الظني؟ لكل
حادث حديث.
• الطرف الاخر، وفي اطار رده على التحذير
من الفتنة، قال انه لا يملك سلاحاً وان
الفتنة تحتاج الى طرفين...
- صحيح، لم يهجموا على سورية انذاك
بالسلاح، لكنهم فتحوا البلد عبر تحريضهم
على سورية. هل فقدوا الذاكرة؟ الم تحصل
صدامات مسلحة في الشارع، كما حصل في
الجامعة العربية؟ لستَ بحاجة للسلاح كي
تحدث فتنة، الفتنة هي التحريض الذي يمكن
ان يحصل عبر الاعلام والسياسيين.
• السيد نصرالله ايّد تشكيل لجنة اقترحها
الرئيس الحص...
- عندما يكون هناك فكرة جيدة نؤيدها، لكن
ماذا كان موقف الطرف الآخر من هذا الامر؟
• من خلال قراءتكم واستشرافكم
وتوقعاتكم... الحدث الذي يشهده لبنان غداً
(اليوم) هل يمكن ان يساهم في حماية
الاستقرار؟ وكيف حماية الاستقرار؟
- امر بسيط. حماية الاستقرار يكون بأن نكف
عن التصديق ان هناك عدالة دولية. انها
عدالة دولية تلعب بنا. الرئيس الشهيد رفيق
الحريري استشهد نعم، وبعملية بربرية همجية
ارهابية قل نظيرها، وهذه العملية هناك مَن
له اهداف ودوافع وامكانات للقيام بها. هل
سألتْ العدالة الدولية عن فرضية قيام
اسرائيل بهذه الجريمة؟
• اذا سئل رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة»
(كتلة «حزب الله» النيابية) النائب محمد
رعد خلال مشاركته في لقاءات القصر
الجمهوري مع الملك عبد الله والرئيس
الاسد: ما هي خريطة طريق «حزب الله»
لتعطيل الفتنة وحماية الاستقرار، فماذا
سيقول؟
- «حزب الله» غير مسموح ان يُتهم، «حزب
الله» ممنوع ان يُتهم ونقطة على السطر.
ليس لأننا فعلنا شيئاً ولا نريد لأحد ان
يتهمنا، انما لأننا لم نفعل شيئاً
وابرياء، واتهامنا سياسي لغايات واضحة. |