ماذا
فعلت وزارة التعليم العالي بأكثر من 50
ألف طالب ؟
هذا السؤال محور أحاديث الأسر السورية هذه
الأيام !
ما من بيت سوري إلا ولديه ابن أو قريب أو
صديق أخضعته وزارة التعليم العالي
لاختبارات إلزامية "وكأنهم فئران..
لاأطفال يافعين" في عدد من الإختصاصات
العلمية والأدبية تحت ذرائع واهية لم تنطل
على أحد!
والمحصلة أن هناك أكثر من 50 ألف طالب
وطالبة بالإضافة إلى أهاليهم .. هم في
حالة غليان وفي أوج الغضب الشديد من وزارة
التعليم العالي!
الحكاية باختصار لم تخفها الوزارة: عدد
محدود من المقاعد الجامعية أقل بكثير من
عدد الناجحين المتفوقين!
مالعمل ؟..سؤال طرحه مجلس التعليم العالي
باحثا عن جواب يشكل حبكة الحكاية أو
ذروتها!
الجواب كان معدا مسبقا من قبل "عبقري" أو
أكثر في وزارة التعليم وهو: الإختبارات
الملزمة!
وهذه الإختبارات كانت بمثابة "شباك" كبيرة
اصطادت بها وزارة التعليم العالي آلاف
الطلاب للحد من اندفاعهم باتجاه كليات غير
قادرة على استيعابهم!
لاشك أن الجانب الخطير في الإختبارات أنها
أتاحت فرصة ذهبية "لإزاحة" آلاف الطلاب من
الحاصلين على علامات عالية من التقدم
للمفاضلة العامة!
وبمعنى أوضح أن طالبا نجح بالإختبارات
علاماته بالثانوية أقل من طالب رسب
بالإختبارات هو الذي سيتاح له التقدم
للمفاضلة النهائية في كليات العمارة
والفنون والإعلام واللغات..الخ.
وكانت حالة الفوضى التي سادت اليوم الأول
من الإمتحانات مقصودة ومتعمدة ومن أخطرها
تضارب توقيت الإختبارات !
طلاب تقدموا لاختبار هندسة العمارة
والإعلام معا اكتشفوا بعد استلام أرقام
الإكتتاب ومواعيد الإختبارات أن أختبار
الهندسة سيجري في التاسعة صباحا في
البرامكة واختبار الإعلام سيجري في المبنى
الجديد في الآداب الساعة العاشرة ووجد
المختبرون أنفسهم أمام خيارين:
الأول: التفرغ لأحد الإختبارين وخسارة
الآخر!
الثاني:الإسراع بإنجاز اختبار هندسة
العمارة قبل 15 دقيقة على الأقل ليتمكنوا
من الوصول إلى المبنى الجديد في كلية
الآداب..
وكانت مفاجأة ليست بالحسبان تنتظر من
اختار الخيار الثاني: لاأحد يعرف أين يقع
مكان اختبار الإعلام حتى من قبل العاملين
فيه كما اكتشف الطلاب فيما بعد..
طبعا من لم يتقدم لاختبار الهندسة كان
لديه الوقت الكافي للعثور على قاعة امتحان
الإعلام ..في حين أهدر من اختار
الإختبارين معا أكثر من ثلث ساعة للعثور
على المبنى الجديد ولاحظوا انه لاتوجد إي
لافتة أو سهم يرشد الطلاب إلى القاعة..
وطبعا كل ماحصل مقصود..مقصود..!
والهدف المعلن:الإختبارات مصفاة أولى
للمتفوقين فكليات الجامعة لم تعد قادرة
على استيعابهم!
والمفاضلة العامة القادمة خلال أيام ستكفل
بتصفية ماتبقى من متفوقين!!
ونهاية الحكاية ليست سارة ولا سعيدة ..
فأكثر من 50 ألف طالب هم حاليا وغدا وإلى
أجل غير منظور غاضبون من وزارة التعليم
العالي ومجلس التعليم العالي.. وغاضبون
بشكل خاص على "عباقرة آخر زمان " الذين
تفتقت ذهنيتهم عن بدعة "الإختبارات"!! |