على عكس نظرائهم من النجوم وقف
الرياضيون السوريون على الحياد من الحراك
السياسي الذي تشهده بلادهم منذ الخامس عشر
من مارس/آذار الماضي، تاركين الساحة
برمتها لنجوم الفن والمثقفين والأدباء.
فباستثناء حارس مرمى نادي الكرامة الحمصي
والمنتخب السوري الشاب لكرة القدم
عبدالباسط ساروت، واللاعب السابق لنادي
الوحدة والمنتخب السوري لكرة السلة أنور
عبدالحي، آثر ما تبقى من رياضيين سوريين
الصمت.
وظهر ساروت في مقطعٍ نُشر على "يوتيوب"
أعلن فيه انضمامه إلى المنادين بإسقاط
الرئيس الأسد، متهماً النظام بمحاولة
تصفيته جسدياً، في وقتٍ أشيع فيه عن تقديم
مكافأةٍ ماليةٍ بلغت مليوني ليرة سورية
مقابل القبض عليه.
أما أنور عبدالحي فأعرب عن إعجابه بالرئيس
بشار الأسد من خلال صفحته الشخصية على "فيسبوك".
كما أهدى سباحٌ مغمور فوزه بالمركز الأول
في أحد السباقات التي استضافتها ألمانيا
قبل أيام إلى ضحايا الشارع السوري، مطالباً
العالم بإيقاف ما سمّاه حمام الدم الجاري
في بلاده.
وسببت ندرة المواقف الرياضية جموداً في
قوائم الشرف والعار التي يتداولها ناشطون
على شبكة الإنترنت، واقتصارها على شخصيات
قيادية، تُحسب أصلاً على حزب البعث الحاكم
أكثرَ من صبغتها الرياضية.
وغياب الرياضيين عن الشاشات والمنابر لا
يعني اختفاءهم عن الشارع المتوتر، إذ أكد
شهود عيان مشاركة سباحٍ أولمبيٍ سوريٍ في
المظاهرات التي تغص بها شوارع حماة يومياً،
بل وتواترت أنباءٌ عن إصابته بطلقٍ ناري،
في حين اتهمت بعض صفحات المعارضة على
شبكات التواصل الاجتماعي عدداً من
اللاعبين السابقين ومسؤولي الأندية
السورية بالتورّط في تجنيد وتمويل الشبيحة
المسؤولين عن قمع الاحتجاجات.
كما لا يعني تجنب الرياضيين الإدلاء
بمواقف صريحةٍ حول الاحتجاجات، غيابهم عن
الساحة الإعلامية، بل إن العديد منهم ظهر
في لقاءات تلفزيونية للحديث عن شؤون
رياضية بحتة، كالبطلة الأولمبية غادة شعاع،
دون التطرق إلى الشأن السياسي. فهل تنجلي
الأزمة دون اتخاذ رياضيي سوريا موقفاً
داعماً للأسد الذي طالما ساندهم؟ أو
متعاطفاً مع المطالبين بالتغيير؟ أم أن
قرارهم تمثل منذ البداية في الوقوف على
الحياد؟ |