تعليقاً على المقتطفات التي بثتها قناة
"الجديد" للسوري هسام طاهر هسام أمس، صدر
عن الصحافي فارس خشّان تصريح، جاء فيه: "لم
تفاجئني التلفيقات التي أدلى بها هسام
طاهر هسام للجنة التحقيق الدولية، في
الإستجواب الذي جرى معه في ايلول 2007، في
دمشق، بما يتصل بأدوار مزعومة لي، بالوقوف
وراء الإفادات الأولية التي سبق له وزوّد
بها اللجنة، حين كان مقيماً في لبنان"،
مشيراً إلى أنَّه "قد سبق لي، عشرات
المرات، وبمناسبات متعددة، أن نفيت ذلك
جملة وتفصيلاً، ولا سيما في الإفادة
التفصيلية الموثّقة التي أعطيتها للقضاء
اللبناني، في آخر العام 2005، أم في
الإستدعاء الذي رفعته، قبل أشهر إلى رئيس
المحكمة الخاصة بلبنان القاضي أنطونيو
كاسيزي".
وأضاف خشان في تصريحه: "إلا أن ما استرعى
انتباهي، في هذه الإفادة التي لم أكن،
بطبيعة الحال مطلعا عليها، نظرا لطبيعتها
السرية، هو التناقض الفظيع بين ما احتوته
من تلفيقات وبين ما سبق أن احتوته إطلالات
هسام طاهر هسام من تلفيقات أخرى في
إطلالاته التي نظمتها له السلطات السورية،
وفي هذا السياق، وعلى سبيل المثال لا
الحصر، يمكن إيراد الآتي، أولا، غابت
أسماء كثيرة سبق ان استهدفها هسام طاهر
هسام، عن هذه الإفادة، وهي أسماء شخصيات
كانت قد ملأت قاعات المؤتمرات الصحافية
وأثير المقابلات التلفزيونية، قبل أن تعود
فتظهر في ما يسمى مذكرات توقيف غيابية
صادرة عن قاضي التحقيق العسكري الأول في
دمشق، ثانيا، إن "تجارة" الرؤوس المقطوعة،
تذكّرنا بأدبيات بعض الأطراف، وهي بمطلق
الأحوال لا يمكن أن تكون لا من أدبياتنا
ولا من أخلاقياتنا، ولكنها بمطلق الأحوال،
تقدم لنا دليلاً إضافياً على الجهة
الحقيقية التي لعبت دوراً حاسماً في "ترتيب"
أوضاع هسام طاهر هسام، في دمشق، ثالثاً،
إن مكتبي السابق في صحيفة "المستقبل" لم
يكن فيه يوما آلة نسخ، حتى يتمكن هسام
طاهر هسام، من تصوير نص "محادثة"- لم أسمع
بها في حياتي- بيني وبين شخص مزعوم، يبدو
أنه بلا إسم، كما أنًَّ النسخة، المزعوم
سرقتها من مكتبي، تبدو أنها بلا أَثر،
رابعاً، إن شخصا يدعي "التحرر" من
المراقبة الأمنية اللصيقة، بعد ظهور صورته
وهويته على شاشة التلفزيون في "مؤامرة
مدبرة"، لأن "ساجنيه" وثقوا بعدم قدرته
على الفرار من لبنان، يعود فيحدّث
المحققين، مطوّلاً، عن إلقاء القبض عليه،
في محاولات فراره اللاحقة، ومع ذلك ، فهو
يبقى طليقاً ومن دون مراقبة، ما مكّنه
لاحقا من "إنجاح" عملية فراره".
وفي السياق نفسه، تابع خشان: "خامساً، إن
روايته (هسام هسام) عن انقطاع الإتصالات
الهاتفية بعد تفجير موكب الرئيس رفيق
الحريري، لتبرير عدم تلقيه اي اتصال هاتفي
يطلب منه الإنسحاب من محيط منقطة "سان
جورج"، لا صلة لها إطلاقا، بالرواية
الاساسية المثبتة بتوكيدات خطيبته السابقة،
وهي أن الإتصال الهاتفي الذي تلقاه، جاء
قبل حصول التفجير وليس بعده، ما سمح له،
بالخروج من مكانه، مهرولاً، وفي اتجاهات
يعتبرها آمنة، من تداعيات التفجير...
المنذر بحصوله، سادسا، لم يسبق لي يوما أن
اجتمعت مع المقدم سمير شحاده، حين كان
رئيسا لفرع المعلومات في قوى الأمن
الداخلي، بل تحادثت معه، مرة على الهاتف،
حين أبلغني تقييمه السلبي لهسام طاهر هسام،
واصفاً إياه بالنصّاب وشارحاً لي ماذا كان
يفعل حتى يحوز على رضى بعض المسؤولين في
المخابرات السورية العاملين في لبنان، وكم
هو لافت، هذا الحقد الدفين، على شحاده
الذي عانى سكرات الموت في محاولة اغتياله
الشهيرة التي سبقت عملية اغتيال النقيب
وسام عيد، سابعا، لم أعرف يوما أن هناك
لقاء جمعني وهسام طاهر هسام بحضور الرئيس
سعد الحريري والنائب بهية الحريري، لأن
التحقيق يدرك أن الرئيس سعد الحريري، كان
في الفترة المنوّه عنها، يعيش، لأسباب
امنية، خارج لبنان،
ثامنا، إن نوعية الأسئلة التي وجهها محقق
لجنة التحقيق الدولية الى هسام طاهر هسام،
تُثبت أن التحقيق يدرك تلفيقاته، ولذلك
تجاوزت هذه الأسئلة "تبريراته" لمعرفة إن
كان هو فعلا قد قال للتحقيق ما قاله، عن
أدوار تتصل بجريمة الإغتيال وعن أسماء عدة"،
مذكراً أنَّ "لجنة التحقيق الدولية لم
تطرح عليّ، يوماً، ايّ سؤال بخصوص ادعاءات
هسام طاهر هسام، لاكتفائها، على ما أعتقد،
بالأدلة النافية، المتوافرة في إفادتي
المعطاة للتحقيق اللبناني".
إلى ذلك، قال خشان: "تاسعا، إن خيال هسام
طاهر هسام أصاب عندما تحدث عن حالة من
الغضب الشديد إجتاحتني،عند ورود خبر
محاولة اغتيال الزميلة الصديقة مي شدياق،
ولكن ما لا يدركه هذا الخيال، أن مرد هذا
الغضب يعود الى ثبات انعدام أي خلقية، لدى
الجهة أو الجهات التي تولت إبادة جماعة
كاملة، جريمتها أنها رفعت يوما لواء
الحقيقة والعدالة والإستقلال".
وختم: "كنتُ ولما أزل على ثقة، بأن هناك
محاولات كثيرة لإلغائي مهنياً، ولكنها
محاولات فشلت وستفشل، كما ستفشل محاولات
منع الحقيقة من الظهور والعدالة من رفع
لوائها، وما مات حق وراءه مطالب". |