قال الكاتب البريطاني شاشانك جوشي إن
الضغوط تتزايد على نظام الرئيس السوري
بشار الأسد، الذي بدأ يفقد السيطرة على
الثورة الشعبية في أنحاء البلاد، مشيرا
إلى الزحف الجماهيري الكبير للمحتجين
المعارضين الذي شهدته سوريا بعد صلاة
الجمعة الماضية.
وأشار جوشي إلى أنه كان يعتقد إلى وقت مضى
أن نظام الأسد يمكنه السيطرة على
الاحتجاجات الشعبية العارمة الساعية إلى
إسقاطه، وأن الأسد نفسه كان يبدو راغبا
بالإصلاح، ولكن كل ذلك قد تغير على أرض
الواقع هذه الأيام.
وأوضح الكاتب أن المظاهرات الحاشدة
المناوئة لنظام الأسد وصلت البارحة إلى
بلدة دوما إحدى ضواحي العاصمة دمشق، وأن
حشود المتظاهرين هزت أرجاء درعا بجنوبي
البلاد، والتي وصفتها بالمدينة التي
احتضنت الثورة، وفي مدينة حماة في قلب
سوريا، وفي حمص وأنحاء أخرى متفرقة.
انهيار إيرادات
وقال الكاتب إن النظام السوري بدأ يعاني
أيضا من الناحية الاقتصادية، وإن البلاد
بدأت تشهد انهيارا في حجم الإيرادات في
قطاعي النفط والسياحة، مضيفا أن تقليص
النظام لحجم الإنفاق العام من شأنه إثارة
غضب موظفي القطاع العام، وأن لجوء النظام
لطباعة أوراق نقدية جديدة ستنعكس في تضخم
مدمر للاقتصاد.
كما أشار الكاتب إلى تزايد أعداد المنشقين
عن الجيش السوري وانضمامهم إلى ما يسمى
بالجيش الحر الذي يتبنى الدفاع عن
المدنيين المحتجين الثائرين.
ولكن الكاتب في المقابل أشار إلى وحدات
عسكرية موالية للنظام يترأسها قادة وصفهم
بالعلويين أو من العائلة التي ينحدر منها
الأسد، وقال إن ذلك ربما يطيل من فترة
بقاء الأسد في سدة الحكم برغم الضغوط
المتزايدة.
وأوضح الكاتب أنه في حين يمكن لجامعة
الدول العربية فرض عقوبات أقسى على النظام
السوري، فإنه لا يوجد من يراقب للجامعة
تطبيق تلك العقوبات على أرض الواقع.
وأما الولايات المتحدة فإنها مشغولة بشأن
الانتخابات الرئاسية، وحلف شمال الأطلسي (ناتو)
مشغول هو الآخر بمشاكله الخاصة، وتركيا
يمكنها فعل الكثير لإسقاط الأسد، ولكنها
ربما تخشى أن يستخدم الأسد ورقة الثوار
الأكراد ضدها.
واختتم الكاتب بالقول إن نهاية مهمة بعثة
جامعة الدول العربية على سوريا ستبوء بفشل
ذريع، وإنه سيتبع ذلك دعم غربي أقوى
للمعارضة في سوريا، ويبقى السؤال قائما
فيما إذا كان الأسد سيصمد لشهور قادمة أم
لسنوات؟ |