ذكرت صحيفة "السفير" أن رئيس
جبهة النضال الوطني سافر الى الدوحة
وإجتمع بأميرها الشيخ حمد بن خليفة آل
ثاني، قبل عودته ليلاً، محملاً بهواجس
أكثر من تلك التي عاد بها من فرنسا، بعدما
لمس اتجاهاً قطرياً حاسماً برفض استئناف
الحوار والتواصل مع القيادة السورية وذلك
رداً على الدعوة الجنبلاطية الى عدم
القطيعة مع الرئيس بشار الأسد بدافع الحرص
على سوريا وما تمثله في قلب المعادلة
العربية.
ولم يكتف أمير الدوحة بذلك، بل قدّم جردة
حساب مع السوريين ضمّنها إشارة الى أن
الرئيس السوري يتحمّل مسؤولية نقض اتفاق
الدوحة في لبنان وعدم التجاوب مع المساعدة
التي قدمتها قطر اليه بفتح الأبواب له
فرنسياً وأميركياً.
نقل عن رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب
وليد جنبلاط أنه "لا يرى نفسه مضطراً لأن
يقدم كشف حساب سياسيًّا تبريريا لهذا
الفريق أو ذاك، تاركا لـ"بعض قارئي
الفناجين السياسية" حرية التنجيم والتفسير
كيفما شاؤوا، بل هو لا يرغب في الدخول في
هذه اللعبة التي إن بدأت قد لا تنتهي".
وقال جنبلاط "لقد سبق وتموضعنا وعلقنا على
الدبق، عندما كنا في 14 آذار، كنا نروح
ونجيء ونطير الى أميركا والى غير أميركا،
ومع كل تلك الحركة "ما طلع منا شي"، أما
الآن فقد علقنا على الدبق ولا تستطيع أن
تتحرّك، ومع ذلك "مش مخلصين"، تفضل حلها
اذا فيك".
وسأل جنبلاط، بحسب "السفير" "ما هو مشروع
14 آذار، هل لديهم مشروع، وما هو شعارها
وماذا حل بشعاراتها الكبرى، وبالخلاصة، هل
هم أفضل حالا منا، كلنا في الهوا سوا"؟.
وقال " أنا محبط ومقهور وقررت أن أرفع
العشرة، والاستسلام لما هو أقوى مني، أنا
استسلمت، فقد بادرت الى إطلاق تلك الصرخة،
ولم تؤد الى أية نتيجة، ولذلك لن أكررها،
ولا أريد ولا أستطيع أن أختلف معهم، ولذلك
لن أبادر الى القيام بأي شيء بل أرفض
القيام بشيء، خاصة أن لا أحد يريد أن يسمع،
وكأنهم يعيشون في عالم آخر فيما البلد
يذوب وينهار، لا بل اكثر من ذلك، إن تكلمت
يأتِ من يتهمك، مع الأسف كل الناس لديها
حساباتها، وبالتالي لا تستطيع أن تقوم
بالعمل وحدك".
وشدد جنبلاط على أن "مكمن تعطيل ولادة
الحكومة داخلي، ويستطيع "حزب الله" أن
يفعل شيئا، خاصة مع ميشال عون"، معتبرا
أنه "من الخطأ أن يقال إن ميقاتي هو
المعطل، لأنه على ما يبدو استسلم مثلي،
وهو ايضا محبط، وماذا في إمكانه ان يفعل
أكثر، فقد سبق ولبى كل شروط ميشال عون فما
المطلوب منه بعد"، مؤكدا أن "التعطيل ليس
خارجيا، فهو من نسج العقل المؤامراتي الذي
صار من الضروري أن نخرج من لغته ونتخلص من
تأثيره، وأقصر الدروب هو تشكيل الحكومة
وإنهاء هذه المسرحية".
وأشار جنبلاط الى أنه لا يوافق القائلين
بأن جيفري فيلتان خرّب في زيارته الاخيرة
الجهود الرامية الى تشكيل الحكومة، "فهذا
الكلام ايضا من إفرازات العقل المؤامراتي
المريض الكامن على الكوع وينسج الاتهامات". |