أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

04/02/2011

 

هيومن رايتس ووتش تطالب الحكومة السورية باحترام حق المواطنين بالتظاهر السلمي

 

 

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إنه في يوم الاربعاء الماضي قام 20 شخصاً في ثياب مدنية بضرب وتفريق 15 متظاهراً كانوا قد تجمعوا في منطقة باب تومة بالمدينة القديمة في دمشق وهم يرفعون الشموع إبداءً للتضامن مع المتظاهرين المصريين كما قال أحد منظمي التظاهرة.

وأوضحت ان الشرطة التي كانت متواجدة في الجوار قد أخفقت في التدخل وعندما ذهب المتظاهرون إلى مخفر الشرطة المحلي القريب لتقديم شكوى قام مسؤول أمني بسب وصفع سهير أتاسي واحدة من المنظمين للمظاهرة مع اتهامها بأنها "جرثومة" وعميلة لقوى أجنبية.

واضافت ان قوات الأمن قد احتجزت متظاهرين من الشبان لعدة ساعات أحدهما في 29 من الشهر الماضي اليوم الذي بدأت فيه التظاهرات والآخر في 2 شباط (فبراير) الحالي وضغطت على المنظمين كي يكفوا عن أي تجمعات عامة على حد قول متظاهرين سوريين اثنين لهيومن رايتس ووتش.

وقالت سارة ليا ويتسن المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش "يبدو أن الرئيس بشار الأسد قد غش من إحدى صفحات كتاب الحُكم الخاص بنظيره المصري إذ لم يعد الأمن السوري يكتفي بمجرد منع التظاهرات بل يبدو أنه بدأ يشجع "البلطجية" على مهاجمة المتظاهرين السلميين".

وأوضحت ان أحد المشاركين في تظاهرة 2 شباط الحالي وصف المشهد قائلا "اقترب منّا مجموعة من الرجال وامرأتين في ثياب مدنية و طلبوا منّا التفرق وقالوا لنا لو أردنا التضامن مع مصر فلنذهب إلى مصر..عندما سألناهم من هم قالوا نحن "بلطجية" وهي الكلمة المستخدمة عادة في مصر لوصف الأفراد المستأجرين لترويع الأفراد ثم بدأ أحدهم في ضربنا والركض وراءنا فيما خلعت إحدى المرأتين اللتان كانتا معهم حزامها لتضربنا به.

واكدت هيومن رايتس ووتش ان النشطاء السوريين ينظمون تظاهرات يومية تضامناً مع المتظاهرين في مصر منذ 29 من الشهر الماضي حيث قال أحد المنظمين الأساسيين للتظاهرات للمنظمة إن الأجهزة الأمنية السورية ظهرت في كل من تلك التجمعات وقامت بتصوير المشاركين وتحققت من أوراق هويتهم. قالت أتاسي إن الأمن اتصل بأسرتها الأسبوع الماضي ودعاها للضغط عليها كي تكف عن أنشطتها. وإثر الهجوم يوم الاربعاء ذهبت أتاسي برفقة متظاهرين آخرين إلى مخفر شرطة باب توما لتقديم شكوى ففصلتها الشرطة عن المجموعة وتقدم ضابط في ثياب مدنية لاستجوابها.

وقد روت أتاسي ما حدث قائلا "بدأ في إهانتي على الفور اتهمني بتحريض الناس والعمل لصالح إسرائيل. قال إنني جرثومة وكان يغضب كلما أرد عليه وأخيراً صفعني بقوة على وجههي وهددني بالقتل ثم غادر. فيما بعد أفرجت عني الشرطة لكنها مسحت الصور التي قمت بالتقاطها".

واشارت المنظمة الى ان الضغوط المتزايدة من السلطات لتقييد أي نوع من أنواع التجمعات بدأت مع ظهور مجموعات على فايسبوك تدعو الناس في سوريا للاحتجاج اليوم الجمعة وغدا السبت "لوضع نهاية لحالة الطوارئ في سوريا ولوضع حد للفساد". وحالة الطوارئ مطبقة في سوريا منذ عام 1963.

وقالت ان سوريا بصفتها دولة طرف في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية مطلوب إليها بموجب المادة 21 من العهد الإقرار بالحق في التجمع السلمي وحمايته. القيود على هذا الحق لا تُفرض إلا بموجب قوانين واضحة ولأسباب محددة بوضوح مثل حماية السلامة العامة فقط إذا كانت متناسبة مع الغرض منها، وتحترم الحق الذي تحميه. كما أن على سوريا حماية التجمعات السلمية من تعرض طرف آخر لها.

وأوضحت ان عدد الأفراد الذين انضموا لصفحات على الفيس تدعو إلى احتجاجات اليوم وغدا ما زال صغيراً نسبياً. فايسبوك محجوب في سوريا لكن الكثير من السوريين تمكنوا من الالتفاف حول الحجب ويمكنهم استخدام الموقع.

يذكر انه في مقابلة مطولة مع صحيفة وول ستريت جورنال يوم الاثنين تحدث الرئيس بشار الأسد عن حاجة سوريا إلى الإصلاح وقال بأن سوريا "حصينة" من هذا النوع من الاضطرابات الواقع في تونس ومصر لكنه أقر بأنه "لا يمكنك إصلاح مجتمعك أو مؤسستك دون أن تكون متفتحاً".

وقد ردت سارة ليا ويتسن على هذا التصريح بالقول "على الرئيس بشار الأسد أن يراعي نصيحته التي أدلى بها وأن يسمح للشعب السوري بالمزيد من حرية التعبير عن الآراء سواء على الإنترنت أو في الشارع". وأضافت "هذا يعني بدايةً أنه يجب أن تكف الأجهزة الأمنية عن قمع النشطاء ومضايقة أسرهم وشن الحملات على المعارضة المشروعة".

ومنذ ثلاثة أيام تشن الأجهزة السورية حملة هجوم إلكترونية لتدمير مواقع القوى السورية المعارضة. وشملت الحملة مواقع الاخوان المسلمين والمرصد السوري لحقوق الانسان (مستقل) واللجنة السورية لحقوق الانسان (مقربة من الاخوان) وموقع عفرين المقرب من حزب الوحدة الكردي وموقع صفحات سوريا المقرب من التيار الليبرالي المعارض. وقد نجح عدد من هذه المواقع من استعادة البث بعد ان وضع القراصنة الذين استولوا عليها شعار الجمهورية العربية السورية وايات من القرآن الكريم والاحاديث النبوية وعبارات تدعو لاطاعة ولي الامر.

وقد الغت السلطات السورية مؤخرا التواصل عبر فايسبوك وتويتر وأدعى مسؤولون سوريون إن موقع فايسبوك الاجتماعي محظور لمنع "إسرائيل" من "اختراق الشباب السوري". وبرغم ذلك استطاع مدونون على الشبكة العنكبوتية من اختراق الحاجز المفروض عبر استخدام برامج خاصة وتوجيه دعوة للخروج في يوم "جمعة الغضب السوري" اليوم كأول أيام الاحتجاجات ضد "أسلوب الحكم الفردي والفساد والاستبداد وتكديس الثروة بيد أقرباء وحاشية الرئيس السوري".

وناشدت مجموعة من 7800 عضو على موقع فايسبوك السوريين إلى تنظيم مظاهرات يوم الجمعة تحت شعار "ثورة الخامس من شباط " حتى صباح الثلاثاء. وتدعو هذه المجموعة السوريين إلى التظاهر عقب صلاة الجمعة ليكون بالتالي "أول أيام غضب الشعب السوري والعصيان المدني في كل المدن". ويحث بيان للمجموعة ذاتها السوريين على القيام بما سماه انتفاضة سلمية، مضيفا أن التعبير عن الرأي يكفله دستور البلاد.

وجاء في البيان أنه يتعين عدم القبول بالظلم، وشدد بالوقت نفسه على أن الحركة الاحتجاجية ليست موجهة ضد شخص الرئيس بشار الأسد وإنما ضد الانفراد بالحكم، وضد ما سماه البيان الفساد وتكديس الثروات من قبل عائلة الرئيس وأقاربه. كما دعت أطراف سياسية معارضة كردية منها وعربية فضلا عن منظمات مدافعة عن حقوق الانسان وشخصيات سياسية وحقوقية الى الخروج يوم الجمعة باحتجاجات مماثلة.

ويحكم حزب البعث سوريا منذ عام 1963 وحظر منذ ذلك الحين جميع أشكال المعارضة وفرض قانون طوارئ ما زال سارياً حتى اليوم. وخلف الرئيس الحالي لسوريا بشار الاسد والده حافظ الاسد منذ 11 عاما بعد ان حكم والده البلاد لثلاثة عقود.

المصدر:ايلاف - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري