نفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ما
أوردته مواقع إلكترونية وصحف على صلة
بالنظام السوري من انتقادات قيل إن رئيس
المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، وجهها
للداعية الإسلامي، يوسف القرضاوي، بسبب
موقفه المؤيد للتحركات الاحتجاجية في دمشق،
والتي جاء فيها أنه دعاه إلى "تقوى الله،"
وتذكّر أن الحكّام "السنّة" العرب باعوا
القضية بينما حماها الرئيس السوري بشار
الأسد.
وجاء في بيان للحركة: "تعقيباً على ما
نشرته بعض المواقع الإلكترونية، ووصل إلى
بعض وسائل الإعلام، من مواقف منسوبة إلى
رئيس المكتب السياسي للحركة بشان الأحداث
في سوريا، وخاصة ما يتعلق بفضيلة الشيخ
يوسف القرضاوي، فإن المكتب الإعلامي
للحركة ينفي ذلك نفياً قاطعاً."
وذكر البيان أن حماس - التي تستضيف دمشق
مكتبها السياسي - كانت قد أعلنت موقفها من
الأوضاع في سوريا عبر ما أعلنته في وقت
سابق من أن دمشق "وقفت مع مقاومة الشعب
الفلسطيني وحقوقه المشروعة، واحتضنت قوى
المقاومة الفلسطينية، وخاصة حماس،
وساندتها في أحلك الظروف وأصعبها."
وتابعت الحركة بأنها "تعتبر ما يجري في
الشأن الداخلي يخص الإخوة في سورية،"
وشددت على وقوفها مع الشعب السوري وقيادته،
وفقاً للبيان الذي نقله "المركز الفلسطيني
للإعلام" التابع لها.
وكانت عدة وسائل إعلام على صلة بدمشق،
بينها صحيفة الوطن السورية شبه الرسمية،
قد نقلت أن مشعل المقيم في دمشق "أظهر
لزواره استياءه واستغرابه لصدور مواقف
القرضاوي التي دعا فيها السنة السوريين
إلى الثورة."
ونقلت الصحيفة عن مشعل قوله: "إنني أدعو
الشيخ القرضاوي أن يحكم ضميره ويتحرر من
الضغوط التي تمارس عليه من قبل جهات
يعتبرها هو موثوقة"، وأضاف: "حكام السنة
في العالم العربي باعوا قضيتنا، وأبرز
شيوخ السنة تخلوا عن أهلنا، ولم تجد حركة
حماس سوى الرئيس بشار الأسد ليحميها
ويدعمها ويقف إلى جانبها، وحين طردنا
الحكام العرب السنة آوتنا سورية وبشارها."
وبحسب الصحيفة، فإن مشعل أضاف: "أقول
للشيخ القرضاوي من منطلق المحب العاتب،
اتق الله يا شيخ بفلسطين فسوريا هي البلد
الوحيد الذي لم يتآمر علينا ويدعمنا وما
تقوله عن وحدتها الدينية يصيب قلب كل
فلسطيني بالحزن ويخدم إسرائيل ولا أحد غير
إسرائيل."
كما قال: "الشيخ القرضاوي يتحدث عن
الأحداث في سوريا كما لم يتحدث عن الأحداث
التي جرت في مصر فهناك دعا إلى الوحدة بين
الأقباط والمسلمين وبين السلفيين والإخوان
وبين المذكورين وبين العلمانيين وهنا في
سوريا يدعو إلى القتال بين السنة
والمسلمين العلويين؟ سبحان الله... ما
هكذا عرفنا الشيخ القرضاوي."
ويعتبر القرضاوي أحد أبرز الدعاة
الإسلاميين في العالم اليوم، وهو من
الرموز الكبيرة لتيار الإخوان المسلمين
حول العالم، علماً أن حركة "حماس" تعتبر
الذراع الفلسطيني للإخوان.
وكان القرضاوي قد أصدر خلال الأسبوعين
الماضيين عدة مواقف داعمة للتحركات
الاحتجاجية في سوريا، وندد بقمع
المتظاهرين المطالبين بالحرية والإصلاح
الديمقراطي في البلاد، وسخر من الدعوى
التي رفعت بحقه في دمشق، قائلاً إن الدولة
التي تمس هيبتها كلمة هي "أوهن من بيت
العنكبوت"، ودعا لكشف مصير آلاف المفقودين
والمعتقلين بسوريا، محذراً من أن من لا
يتغير "يداس بالأقدام."
وكان مجلس كلية الحقوق في جامعة دمشق قد
قرر الأربعاء مقاضاة القرضاوي، بتهمة
إثارة النعرات الطائفية في خطبة صلاة
الجمعة الماضية. وقال المجلس إنه بعد
اطلاعه على الخطبة، وجد أن ما جاء فيها 'ينال
من هيبة الدولة السورية والشعور القومي
فيها، ويحرض على إثارة النعرات الطائفية
والمذهبية."
وبحسب الخبر، فإنه "يجري العمل على تحريك
دعوى قضائية أخرى بتوقيع أغلبية الشعب
السوري ضد القرضاوي بتهمة "إثارة النعرات
الطائفية والمذهبية والتعدي على أمن
واستقرار المجتمع السوري."
وكان القرضاوي أعلن في خطبة الجمعة
الماضية عن دعمه للاحتجاجات التي تشهدها
سوريا، وقال 'الرئيس (بشار) الأسد يعامله
الشعب على أنه سُني، وهو مثقف وشاب،
ويمكنه أن يعمل الكثير، ولكن مشكلته أنه
أسير حاشيته وطائفته،" في إشارة إلى
الطائفة العلوية التي ينتمي الأسد إليها. |