|
اعتبر
تقرير صادر حديثا عن «خدمة ابحاث
الكونغرس»الاميركي، ان الكشف عن «احتمال
تمرير شحنات من صواريخ سكود السورية الى
حزب الله، شكل تحديات معينة لسياسة
الادارة تجاه سورية». مستشهدا بالترجمة
الحكومية لمقال جريدة «الراي» الصادر في
11 ابريل الماضي.
وورد في التقرير، ان «سورية نفت كل
الادعاءات»، لكن «بتاريخ 16 ابريل، اعترف
مسؤولون اميركيون رفضوا الافصاح عن
هويتهم، بانهم يعتقدون ان سورية كانت تنوي
شحن صواريخ طويلة المدى الى حزب الله، رغم
وجود شكوك حول ان كان تم تسليم صواريخ
سكود بالكامل، او ان كان تم نقلها الى
لبنان».
وتابع انه على اثر اندلاع ازمة الـ «سكود»،
يعمل صانعو السياسة الاميركيون «في المدى
القصير على ضمان ان الحادثة لا تؤدي الى
جولة جديدة من القتال بين اسرائيل وحزب
الله». واضاف: «اما في المدى المتوسط، حتى
لو امتنع جميع الاطراف عن المزيد من
التصعيد، قد تجد الادارة نفسها مضطرة
للدفاع في شكل متواصل عن سياستها اجراء
حوار ديبلوماسي طبيعي مع سورية، خصوصا في
ضوء غياب اي تغييرات ملموسة في التصرفات
السورية».
وكانت «الراي» اشارت في سبتمبر الماضي،
الى ان عددا كبيرا من اعضاء الكونغرس
قاموا باستدعاء ديبلوماسيين من وزارة
الخارجية للوقوف على ما دار بين مبعوث
السلام الاميركي جورج ميتشل، الذي زار
دمشق والتقى الرئيس بشار الاسد، بعد ان
سرب الجانب السوري ما مفاده بان واشنطن
وعدت برفع العقوبات المفروضة على سورية.
ومنذ ذلك الحين، تجد ادارة الرئيس باراك
اوباما نفسها، في موقف الدفاع عن «سياسة
الانخراط» مع سورية التي تعارضها غالبية
الكونغرس، على اساس ان الاسد لم يقدم
تنازلات ملموسة. هذه المعارضة، اضافة الى
عدم رغبة الرئيس الاميركي في استهلاك
رصيده السياسي على موضوع لا يتصدر
اولوياته في السياسة الخارجية مثل سورية،
هي التي اخرت اعادة السفير روبرت فورد الى
سورية، الذي ما زال تعيينه عالقا في مجلس
الشيوخ.
التقرير افاد بان العلاقة بين الولايات
المتحدة وسورية «ستبقى جامدة، اذ لم تظهر
اي من الحكومتين اهتماما في تغيير
سياساتها» الحالية. وقال: «مع ان سورية
تريد ان ترفع ادارة اوباما العقوبات من
جهة واحدة، الا ان صانعي السياسة
الاميركيين قد يمتنعون عن ذلك، الى ان
يروا تغييرا حقيقيا في تصرفات النظام
السوري مثل قطع او تخفيض العلاقات مع
ايران وحماس وحزب الله».
واعتبر ان «سورية تشعر بانها قدمت تنازلات
لمطالب اميركية سابقة مثل تطبيع العلاقات
مع لبنان، (لكن) سورية تبدو مترددة في
اجراء تغييرات اضافية من دون مؤشر واضح
للفوائد التي ستجنيها من تغيير اساسي في
سياستها الخارجية».
واضاف: «اما من وجهة النظر الاميركية،
سورية تقبع في ادنى قائمة اولويات السياسة
الخارجية الاميركية، يرافق ذلك حكومة
اسرائيلية بدت حتى الان في شكل عام غير
مهتمة بمتابعة مسار مفاوضات السلام
الثنائية».
التقرير شدد على ان في ضوء المعطيات
الراهنة، «لا يمكن جني الا القليل من
المزيد من الانخراط (الاميركي مع سورية)،
غير عودة العلاقات الديبلوماسية الى
طبيعتها». |