أخبار الوطن الرئيسية

04/07/2011

 

"ويكيليكس" عن المعلم: سوريا جاهزة للسلام مع إسرائيل فلا تجعلوها رهينة الحريري و"حزب الله"

 

 

طلب وزير الخارجية السورية وليد المعلم من الولايات المتحدة الأميركية عدم جعل سوريا رهينة الأوضاع في لبنان، مؤكداً أن سوريا جاهزة من أجل السلام مع اسرائيل.
وأورد المعلم الخطوات الثلاث الضرورية للتوصل الى إتفاق من أجل إعادة إطلاق المسار السوري - الإسرائيلي، التي تنطوي على دور لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان كوسيط، كاشفا أن الرئيس السوري بشار الأسد طلب من اميل لحود التنحّي عن رئاسة الجمهورية وعدم تشكيل حكومة ثانية.
واضاف أن سوريا دخلت في شراكة مع فرنسا من أجل الإسراع في إيجاد حلّ للأزمة اللبنانية، عندما أوضح السيناتور الأميركي أن سوريا ستُلام على الأزمة القائمة في لبنان.
ففي مذكرة سرية تحمل الرقم 07DAMASCUS4 صادرة عن السفارة الاميركية في دمشق في 31 كانون الأول 2007، جاء ان اجتماعا عقد بين وزير الخارجية السورية وليد المعلم والسيناتور الأميركي ارلين سبيكتر والمندوب الأميركي باتريك كينيدي، افتتح فيه سبيكتر الكلام مشدّدا على الفرصة الفريدة المتوافرة أمام السوريين للمضي في معاهدة السلام مع اسرائيل، نظرا الى تقارب الظروف، موضحا أن الرئيس الأميركي جورج بوش مستعدّ لتأدية دور أكبر في عملية السلام، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت ينتظر إشارة من سوريا لإعادة تفعيل المسار السوري. وردّ المعلم أن مشاركته في المفاوضات السورية - الإسرائيلية منذ العام 1991، هو إشارة عن رضا الحكومة السورية ورغبتها في تفادي التدخّل في شؤون اسرائيل السياسية الداخلية.
واستطرد عبر تحديد خطة ثلاثية في سبيل إعادة تفعيل المفاوضات مع اسرائيل، والتي تنطوي على تأدية رئيس الوزراء التركي أردوغان دور الوسيط.
- وفي الخطوة الأولى، قال المعلم إن على اسرائيل الالتزام مسبقا بالانسحاب الكامل من هضبة الجولان الى حدود الرابع من حزيران 1967 عند توقيع معاهدة السلام، وعلى اسرائيل أن تقدّم وعدا في ذلك، أو تكون الولايات المتحدة ضامنة لهذا الوعد.
- ثانيا، سيتوّسط رئيس الوزراء التركي أردوغان في جولتين من المحادثات التمهيدية غير المباشرة بين اسرائيل وسوريا، من أجل تحديد نمط المفاوضات المباشرة وشكلها.
- وفي النقطة الثالثة، قال المعلم إن اردوغان سيسافر الى واشنطن من اجل إبلاغ الرئيس بوش أن الطرفين مستعدّان لبدء المفاوضات، وكذلك للطلب من الرئيس الاميركي الإعلان رسميا عن رعايته المفاوضات المباشرة بين الدولتين.
وأشار الوزير المعلم كذلك الى أن أردوغان سبق وبدأ عملية إعادة إطلاق المسار السوري - الإسرائيلي، مشدّدا على أن بسبب نجاح المفاوضات التمهيدية في حلّ 95 في المئة من الاتفاق، فمن الممكن التوصل الى توقيع معاهدة سلام سريعا.
وبالانتقال الى لبنان، أبلغ كلّ من كينيدي وسبيكتر الى المعلم أن الولايات المتحدة الأميركية ترفض مزاعم سوريا في أنها لا تملك نفوذا أو تأثيرا على النزاع السياسي الحالي في لبنان، قائلا: "بالحق أو بالباطل" سيتم وضع اللوم على سوريا في الأزمة السياسية المستمرة في لبنان. وللتأكيد على دور الجهود السورية في التأثير الإيجابي على الوضع اللبناني، قال المعلم إن الرئيس اللبناني اميل لحود سأل الرئيس بشار الاسد عمّا يجب فعله قبل انتهاء ولايته. وحسب المعلم، طلب الأسد من لحود عدم تشكيل حكومة ثانية والتنحّي عن الحكم. كما راجع المعلم في شكل مفصّل تعاون سوريا مع الفرنسيين من أجل التوصّل الى اتفاق في لبنان، مضيفا أن سوريا، وعلى مضض، دخلت في شراكة مع الفرنسيين بموجب ثلاثة شروط تمّت الموافقة عليها من الحكومة اللبنانية، وأتت الشروط على الشكل الآتي:
- النتيجة يجب أن تكون توافقية، وهي حكومة وحدة وطنية وليس حكم الأكثرية.
- على الولايات المتحدة أن تبقى على الحياد وعدم التدخل، وأشار المعلم أن سوريا "لا تريد مواجهة أميركا في لبنان".
- فرنسا، بصفتها الوسيط، ستبقى على الحياد وتحافظ على مسافة واحدة من جميع الأطراف اللبنانيين.
واعتبر المعلم أن المفاوضات الخاصة بالأزمة اللبنانية كانت "أصعب من محادثات السلام مع اسرائيل"، وسلّم السيناتور الأميركي نسخة عن الاقتراح السوري - الفرنسي الذي تمّ إنجازه في 28 كانون الأول، وتم توزيعه على جميع الأطراف اللبنانيين. وأضاف المعلم أن القرار الآن في يد اللبنانيين في أن يقبلوا أو يرفضوا أو يعدلّوا الاتفاق المطروح، مضيفا "هذه بلادهم والقرار يعود اليهم"، مشيرا ضمنا الى أن سوريا تغسل يديها من أي تعاون إضافي مع الفرنسيين، في ما يخص الأزمة القائمة في لبنان.

وفي السياق ذاته، قال المعلم: من الخطأ أن تربط الولايات المتحدة ملفّ مفاوضات السلام السورية - الاسرائيلية أو العلاقات السورية - الاميركية مع الوضع في لبنان، أو مع نشاطات حزب الله وحركة حماس، مناشدا الاميركيين ألّا يتم إبقاء سوريا "رهينة سعد الحريري وحسن نصر الله". واضاف: حالما تتوصل سوريا الى توقيع اتفاقية سلام مع اسرائيل، وليس قبل ذلك، ستتمكن من تأدية دور صانع السلام في المنطقة.
وفي سياق آخر، شدد الوزير المعلم على أن سوريا تتأثر مباشرة من انعدام الأمن في المنطقة، مشيرا الى وجود لاجئين عراقيين ولبنانيين وفلسطينيين داخل سوريا. وسلّط الضوء على الجهود السورية من أجل منع المقاتلين الأجانب من دخول العراق عبر سوريا، وعلى التعاون الأمني بين سوريا والعراق. وبالنسبة الى التعاون الاستخباراتي مع الولايات المتحدة الأميركية، سأل المعلم السيناتور سبيكتر، كيف يمكن لسوريا استعادة هذا التعاون في ظل غياب الحوار السياسي ؟ وفي اضطراب مفاجىء وواضح، عبّر العلم عن عدم رضا سوريا على استضافة البيت الأبيض "للمعارضة المزعومة"، وإعلان الرئيس بوش في نهاية ولايته من أنه فقد صبره منذ زمن طويل حيال النظام السوري.
وفجأة، تحوّل فحوى الاجتماع الى طابع سلبي، وذلك عندما استفسر كينيدي من المعلم عن وضع حقوق الإنسان وحرية التعبير، وتابع كينيدي سائلا: لماذا سجنت سوريا أعضاء من مجلس إعلان دمشق القومي ؟ فكان رد المعلم أن سوريا قامت فقط بتوقيف كل الأعضاء المعارضين "المرتبطين بقوى أجنبية".
وفي سياق آخر، ضغط كل من سبيكتر وكينيدي على موضوع عودة الجنود الاسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس وحزب الله، وسألا عمّا يمكن أن تقدم سوريا للمساعدة. فأجاب المعلم أن مصر كانت تتفاوض مع حركة حماس في شأن الجندي المخطوف شاليط، بينما الألمان يتفاوضون مع حزب الله في ما يتعلق بعودة الطيار الاسرائيلي رون أراد والجنديْين الآخريْن اللذيْن خطفهما حزب الله، مشيرا الى أن عملية تبادل السجناء هي الحلّ الوحيد.
وفي نهاية المذكرة، أثار السناتور سبيكتر قضية أمن السفارة الأميركية في دمشق، واقترح نقل مقرها الى منطقة أكثر أمانا، وجاء ان المعلم تفاجأ بأنه لم يتم اتخاذ إجراءات في ما يخص هذا الموضوع طوال السنة المنصرمة، وطلب من مسؤولي وزارة الخارجية السورية النظر في الموضوع.

المصدر:النشرة اللبنانية  -  أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري