نقلت صحيفة "النهار"اللبنانية
عن مصادر دبلوماسية غربية في بيروت
قولها ان
الحوار لا يزال ممكناً في سوريا في الظرف
الراهن، كاشفة أن المواقف الدولية التي
طالبت الرئيس السوري بالتنحي، انما بنيت
على أساس أنها تعتقد أن الحوار لم يعد
ممكناً او محتملاً بين النظام ومعارضيه.
ولفتت المصادر الى ان هناك اقتراباً عربياً
من الموقف الدولي ازاء الوضع في سوريا،
فضلاً عن تأكيدات أن الوضع الروسي الذي
اعلن وقوفه الى جانب النظام قبل اشهر
قليلة بدأ يتغير او يتحول على غرار ما
شهده هذا الموقف بالنسبة الى الوضع الليبي،
وفق ما تؤكد هذه المصادر التي تبدو واثقة
من التغيير الروسي قريباً.
ولا تنفي هذه المصادر ان الرسالة التي
وجهتها الولايات المتحدة في ادراج اسماء
دبلوماسية كوزير الخارجية وليد المعلم
والمستشارة السياسية بثينة شعبان والسفير
السوري في لبنان عبد الكريم علي على قائمة
العقوبات الاميركية، مزدوجة من حيث
مساهمتهم في التغطية خارجيا على افعال
النظام والعمل دعائيا على هذا الصعيد، ومن
حيث ضرورة تحسب الداعمين للنظام من
احتمالات مشابهة.
وبحسب "النهار"، يسود اعتقاد أن ما يواجهه
النظام السوري يشكل ضغطاً كبيراً على
حلفائه في لبنان وعلى "حزب الله" في شكل
أساسي، وينظر اليه في ضوء وجهتي نظر
احداهما تقول ان الحزب متى واجهته حشرة
داخلية قوية قد يلجأ الى القيام بأمر ما
أمني أو عسكري، في الداخل كما فعل في 2008
حين واجه ضغطاً هرب اليه من خلال اجتياحه
العاصمة اللبنانية ومحاولة اجتياحه الجبل،
وفي تجارب عدة سابقة، والوضع السوري هو
مصدر قلق كبير بالنسبة اليه وفق ما تقول
هذه المصادر، لكونه شكل ولا يزال رئة له.
لكن السؤال في ضوء الجديد الذي عبرت عنه
المواقف الايرانية الاخيرة اذا كانت ايران
مع "حزب الله" ستترك نفسها تواجه دعمها
النظام السوري، في حين أن فرص هذا الاخير
لم تعد جيدة على الاطلاق، أقله، وفق ما
تقول هذه المصادر، التي تصف ذلك وفق
تعابير لم تدخل بعد التداول السياسي لا
اللبناني ولا العربي وحتى الدولي، أقله
علناً. لكن ثمة اعتقاداً يتنامى لدى هذه
المصادر، مؤداه ان ايران، وايا يكن مدى
دعمها للنظام او المدى الذي يمكن ان تذهب
اليه على هذا الصعيد، فهي لن تفرط بوضع
الحزب في لبنان بحسب هذه المصادر، ولا
الحزب قد يكون في وارد التضحية بوضعه في
لبنان في حال شعر بأن النظام السوري لن
يستمر، وتاليا التضحية بذلك من اجل ما
يعتبره كثر احتمال إشعال الساحة اللبنانية
انقاذاً للنظام او اللجوء الى الضغط
اقليمياً أو دولياً عبر لبنان من أجل عدم
التخلّي عنه. فهناك اعتقاد غربي متعاظم ان
ايران والحزب ليسا في وارد الانتحار من
اجل الدفاع عن النظام السوري، والطرفان قد
يكونان بدأا يجريان حساباتهما بناء على
هذه الاحتمالات على رغم المواقف المعلنة
من جانب مسؤولي كل منهما وفق ما تقول هذه
المصادر. |