شغل العدوان الإسرائيلي على
لبنان، أول من أمس في منطقة العديسة
الجنوبية، جانبا مهما من المحادثات التي
أجراها الرئيس السوري بشار الأسد مع رئيس
«اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط
أمس، بحضور وزير الأشغال العامة والنقل
اللبناني غازي العريضي.
ولم يستبعد جنبلاط بعد اللقاء، وقوع
مواجهة إسرائيلية - لبنانية جديدة بأي
لحظة، وقال إن «الاعتداء على الجيش
اللبناني ولبنان يؤكد مجددا أن لا ضمانة
للبنان إلا بجيش قوي يتلاصق مع المقاومة
وبعقيدة جيش عربي، لأن المواجهة ستقع في
أي لحظة في لبنان»، غير أنه اكد: «لكن نحن
على استعداد، وكل الأصوات المشككة أحيانا
وتتحدث في تحييد لبنان هي أصوات سخيفة».
وحسب البيان الرئاسي السوري، فإن
المحادثات تطرقت الى «آخر تطورات الأوضاع
على الساحة اللبنانية خصوصاً عقب الاعتداء
الإسرائيلي على لبنان وتداعياته الخطيرة
على المنطقة».
ونقل البيان عن جنبلاط والعريضي، أنهما «أعربا
عن تقديرهما العالي لوقوف سورية وفي شكل
حازم إلى جانب لبنان في وجه التهديدات
والاعتداءات الإسرائيلية وحرصها الكبير
على أمن لبنان»، كما «أكدا أهمية الزيارة
التي قام بها الأسد والعاهل السعودي الملك
عبد الله بن عبد العزيز على استقرار لبنان».
وأكد البيان أنه «جرى خلال اللقاء التأكيد
أن العدوان الإسرائيلي على لبنان هدف لضرب
الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار فيه
خصوصاً عقب القمة الثلاثية التي عقدت في
لبنان»، واضاف إن هذا العدوان «لن يحقق
أهدافه»، ولا بد من «ضرورة أن يتحمل
المجتمع الدولي مسؤولياته في ردع إسرائيل
ومنعها من ارتكاب المزيد من الاعتداءات
على دول المنطقة».
وأوضح أن الأسد وجنبلاط «شددا على أهمية
دور المقاومة اللبنانية التي تشكل ضمانة
حقيقية في وجه مخططات إسرائيل العدوانية
تجاه لبنان».
وهذه الزيارة الثالثة لجنبلاط إلى سورية
منذ نهاية مارس، وبعد اللقاء، شبه جنبلاط
ما يجري اليوم بأحداث عام 1982 وقال: «حاولوا
حينها فصل لبنان عن سورية، عن الخاصرة
الأساسية باتفاق 17 مايو، وأسقطنا الاتفاق
بالدم والتضحيات المشتركة، وأعدنا الأمور
لطبيعتها والتواصل التاريخي والموضوعي
والقومي»،
وأضاف: «الآن مجددا يحاولون عبر تحييد
لبنان، وربما عبر استخدام المحكمة (الدولية)
إلى غير مقاصدها الأساسية، وأيضا يحاولون
فصل لبنان عن سورية»، مشيرا إلى أن بيروت
ستشهد قريبا محادثات عن آليات عمل هذه
المحكمة أو استمرارها، وهو الموقف الذي
أعلنته دمشق بوضوح في تصريحات أخيرة لوزير
الخارجية وليد المعلم، حين قال إن «من يرد
استقرار لبنان فعليه أن يحيد عمل المحكمة
ومن لا يرد فليفعل عملها».
واعلن ان «هناك أمورا ستبحث في لبنان
بجدية، كيف، وهل أن عمل المحكمة سيستمر؟
كما لا يجوز أيضا أن تستخدم هذه المحكمة
لغير أغراضها»، متوقعا أن «يحاول الغرب
استخدام لبنان والعراق لإضعاف الموقع
السوري الرافض والممانع لمشاريع التسوية
في المنطقة».
وإذا ما كان ثمة رابط بين الاعتداء
الإسرائيلي والقمة الثلاثية التي جمعت
الأسد والملك عبد الله والرئيس اللبناني
ميشال سليمان في بيروت، رد جنبلاط: «طبعا...
طبعا، فالقمة تركت انزعاجاً لدى البعض
وخاصة أن الجهد السوري السعودي المشترك
والجبار الذي أرسى الطائف، استطاع أن يخرج
بنتائج إيجابية جداً من هذه القمة
الثلاثية».
وكان جنبلاط وصل الى دمشق، الثلاثاء، حيث
التقى معاون نائب رئيس الجمهورية محمد
ناصيف. |