انخفض الطلب بشكل كبير على المنتجات كافة خلال الأسبوع الماضي، والحركة الشرائية لدى المواطنين ضعيفة، وتشهد حالة من الجمود أدت إلى وقف حركة تداول السلع، ويرجع البعض ذلك إلى انشغال معظم الأسر السورية بالامتحانات، في حين عزى بعض المراقبون برود السوق إلى التذبذب المستمر في الأسعار خاصة للسلع المنتجة محلياً الأمر الذي دفع المستهلكين إلى الترشيد في الاستهلاك.

فأسعار مادّة البندورة في السوق المحلية ارتفعت مؤخراً لتلامس حدود الـ40 ل.س للكيلو الواحد نتيجة تراجع الكميات الواردة منها إلى السوق المحلية دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء هذا الارتفاع، إضافة لذلك مازالت أسعار مادّة الخيار مرتفعة حيث يباع الكيلو بأكثر من 30 ل.س في البقاليات وأقل من 25 ل.س في أسواق الخضار الرئيسة، وعلى الرغم من أنّ أكثر المستهلكين باتوا من زبائن السيارات الجوالة إلا أن الأخيرة لم تكن أفضل حال من البقاليات وسوق الهال. أما بالنسبة لأسعار الفواكه الصيفية فما زالت تفوق قدرة معظم المستهلكين خصوصاً وأنها لم تشهد أي انخفاضات حتى الآن حيث يباع كيلو الكرز بـ100 ل.س ويتجاوز الـ150 ل.س لأنواع أخرى، ويباع كيلو المشمش بـ70 ل.س في سوق الهال بينما يتجاوز الـ120 ل.س في محلات بيع الفواكه بالشيخ سعد مثلاً، وكذلك الأمر بالنسبة لكل من مادتي الخوخ والدراق حيث لا يقل سعر الكيلو عن الـ90 ل.س.

وبالانتقال إلى أسواق اللحوم نجد أنّ سعر كيلو الفروج استقر خلال الأسبوع الماضي عند الـ85 ل.س للحي و95 ل.س للمذبوح والمنظف، أما محلات بيع الفروج المشوي فحافظت على ارتفاع أسعارها ليباع الفروج المشوي بـ290 ل.س مقابل 300 للبروستد حيث لم ينعكس الانخفاض الحاصل في أسعار الفروج على أسعار المطاعم بحجة التكاليف الإضافية من كهرباء وضرائب ورسوم وأجور عمال، كذلك الأمر بالنسبة للحوم العواس فعلى الرغم من توفر المراعي المجانية في مثل هذا الوقت واستقرار أسعار الأعلاف إلا أن أسعارها مرتفعة ولم يطرأ عليها أي انخفاض فسعر كيلو اللحم في محال القصابة لم يتنازل عن سقف الـ 800 ل.س، الأمر الذي فتح الباب واسعاً أمام دخول اللحوم المستوردة وخلطها بلحم العواس لتحقيق أرباح مضاعفة على حساب صحة وجيب المواطن.

أما بالنسبة لأسعار المواد الأساسية مثل السكر والزيوت والسمون المستوردة فواقع السوق يشير إلى ارتفاعات مرتقبة في أسعارها نتيجة لارتفاع أسعارها عالمياً بعد الارتفاعات الأخيرة في أسعار النفط وانعكاسه على تكاليف الشحن كما أوضح بعض التجار في أسواق دمشق، في حين لم تشهد أسعار السلع المماثلة المنتجة محلياً إي ارتفاع فسعر كيلو السكر في منافذ المؤسسات الحكومية بحدود الـ35 ل.س أما في البقاليات فيباع بـ40 ل.س أما زيت الزيتون فسعر الكيلو يتراوح بين 180- 210 ل.س كذلك الأمر بالنسبة لمختلف أنواع السمون المحلية.

وبالوصول إلى واقع المطاعم نجد أنّ معظمها أنهى كل استعداداته لاستضافة كأس العالم حيث اعتمد العديد منها على نظام الحجز المسبق طول فترة المونديال مقابل 3000 ل.س لكل شخص مع تقديم مشروبين، أما المطاعم المغلقة فيشكو أصحابها من الخسارة بعد أن فقدوا معظم زبائنهم من المدخنين وتحدثوا عن خسائر وصلت إلى مئات الألوف شهرياً، خصوصاً مع تزامن هذا الشهر مع الامتحانات العامة والجامعات.

أخيراً بالنسبة لسوق الألبسة فنرى أنّ عدم انخفاض أسعار الألبسة بما يوازي الحالة المادية والمعيشية للمستهلك جعل أسواقها تغط في نوم عميق، فرغم قدوم فصل الصيف وما يحمله من موديلات جديدة إلا أن أسعارها المرتفعة جعلت معظم المواطنين يعزفون عن الشراء من محلات الشعلان والحمراء ويتجهون نحو المحلات الشعبية ربما يجدون ضالتهم فيها بأسعار مناسبة.