تصاعدت الضغوط الغربية والعربية على
سورية بسبب استمرار السلطات في استخدام
العنف ضد الاحتجاجات، فيما عزز الجيش
السوري انتشاره بعشرات الآليات العسكرية
على اطراف دير الزور (شرق) و حمص (وسط)
التي تحولت الى جبهة قتال، بعدما سيطر على
كل أنحاء مدينة حماة.
وفي أول بيان من نوعه تناول الأحداث في
سورية عبرت دول مجلس التعاون الخليجي عن «القلق
البالغ والأسف الشديد» حيال «الاستخدام
المفرط للقوة» في سورية داعية الى «الوقف
الفوري لاراقة الدماء وإجراء الإصلاحات
الضرورية»، فيما شهدت الكويت ليل أول من
أمس تظاهرتين تضامناً مع الشعب السوري دعا
خلالهما المتظاهرون الى «طرد السفير
السوري» واستدعاء السفير الكويتي من دمشق.
وتأتي هذه التطورات غداة اعلان البيت
الابيض ان الرئيس باراك اوباما بحث مع
نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة
الالمانية انغيلا مركل في فرض «اجراءات
اضافية» ضد نظام الرئيس بشار الاسد، فيما
اكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم «إصرار»
القيادة السورية على السير في طريق
الاصلاح، لافتاً الى ان الانتخابات
البرلمانية ستجري «قبل نهاية العام»
الجاري.
وأبدت دول الخليج، في بيان صدر عن الأمانة
العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية
أمس، «قلقها البالغ وأسفها الشديد لتدهور
الأوضاع في سورية الشقيقة، وتزايد أعمال
العنف، والاستخدام المفرط للقوة، ما أدى
إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى من
أبناء الشعب السوري الشقيق».
وأعربت عن «أسفها وحزنها لاستمرار نزيف
الدم في سورية، وأكدت حرصها على أمن سورية
واستقرارها ووحدتها، ودعت إلى الوقف
الفوري لأعمال العنف وأي مظاهر مسلحة،
ووضع حد لإراقة الدماء واللجوء إلى الحكمة،
وإجراء الإصلاحات الجادة والضرورية، بما
يكفل حقوق الشعب السوري الشقيق، ويصون
كرامته، ويحقق تطلعاته».
والبيان هو الاول من نوعه للمجلس تجاه
الاحتجاجات التي تشهدها سورية منذ منتصف
آذار (مارس) الماضي.
كما شهدت الكويت ليل الجمعة تظاهرة امام
مبنى مجلس الأمة (البرلمان) شارك فيها نحو
الفي شخص نددوا بـ»المجازر الوحشية التي
يرتكبها النظام في حماة ودير الزور»، فيما
تظاهر مئات الناشطين محاولين الوصول الى
محيط السفارة السورية في جنوب العاصمة
الكويتية مطالبين بطرد السفير السوري.
في موازاة ذلك، أبلغ الأمين العام للأمم
المتحدة بان كي مون الرئيس السوري بشار
الأسد «قلق الأسرة الدولية وخصوصاً مجلس
الأمن» حيال تفاقم استخدام العنف في سورية
ضد المدنيين.
وأجرى بان اتصالاً هاتفياً بالأسد بعيد
ظهر أمس، وفق ما أكد الناطق باسم الأمين
العام للأمم المتحدة مارتن نيسركي.
وعلمت «الحياة» أن ثمة «رغبة أوروبية في
أن يوفد الأمين العام للأمم المتحدة
مبعوثاً خاصاً له الى دمشق لكن الولايات
المتحدة مترددة في شأن هذه الفكرة». ولم
يكن واضحاً حتى مساء أمس ما إذا كان بان
قد أثار مسألة إيفاد مبعوث له الى دمشق
خلال اتصاله الهاتفي بالأسد.
وتأتي محادثة بان مع الأسد بعدما طلب مجلس
الأمن من الأمين العام للمنظمة الدولية
تقديم إيجاز الى المجلس حول التطورات في
سورية في موعد أقصاه الأربعاء.
وكان بان أجرى عدة محاولات للاتصال مباشرة
بمسؤولين سوريين منذ تبني مجلس الأمن
بيانه. وكان الأسد رفض التحدث الى بان في
منتصف حزيران (يونيو) الماضي.
وذكر البيت الأبيض في بيان ان الرئيس
أوباما أجرى مساء الجمعة محادثات هاتفية
مع ساركوزي وميركل كل على حدة، ودان
الزعماء الثلاثة «الانتهاكات الواسعة
لحقوق الانسان واستخدام العنف ضد المدنيين
من جانب السلطات السورية» كما اتفقوا على
«التفكير في اجراءات اضافية للضغط على
نظام الرئيس الاسد ودعم الشعب السوري».
كما دعت وزارة الخارجية الأميركية الجمعة
الرعايا الاميركيين من جديد الى مغادرة
سوريا «فوراً»، بعد دعوة مماثلة وجهتها في
25 نيسان (ابريل).
ميدانياً، أفاد ناشطون حقوقيون ان عشرات
الدبابات والآليات العسكرية انتشرت في عدد
من الأحياء في أطراف مدينة دير الزور (شرق)
وتحولت مدينة حمص (وسط) التي شهدت انتشار
تعزيزات عسكرية الى جبهة، فيما وصل عدد
المتظاهرين الذين قتلوا برصاص رجال الامن
الجمعة في مدن سورية الى 22 شخصاً، بينهم
7 سقطوا اثناء التظاهرات التي جرت بعد
صلاة التراويح. وعلم مساءً أن السلطات
اعتقلت المعارض البارز وليد البني ونجليه
في بلدة التل في ريف دمشق.
وفي حماة أبلغ مواطن يدعى جمال وكالة «رويترز»
انه بعد هجوم استمر نحو اسبوع انتشرت
الدبابات والعربات المدرعة في كل أنحاء
المدينة التي شهدت على مدى شهرين تظاهرات
ضخمة تطالب بالاطاحة بالنظام. وقال جمال
الذي كان يتحدث بهاتف عبر الأقمار
الاصطناعية ان «قصف الاسلحة الثقيلة خف»،
وأضاف ان المياه والاتصالات ما زالت
مقطوعة، فيما عاد التيار الكهربائي أربع
ساعات ليل أول من أمس. إلا ان المدينة،
التي يبلغ عدد سكانها 700 ألف نسمة، بدت
شوارعها خالية. |