نشرت صحيفة "واشنطن بوست"
افتتاحية تحت عنوان "مذبحة سوريا في رمضان"،
لفتت فيها الى إنه "حينما فقد النظام
السوري السيطرة على مدينة حماة الشهر
الماضي، استنتج بعض الخبراء الغربيين أن
الرئيس السوري بشار الأسد لن يحاول
استعادة سلطته بالقوة"، مضيفةً أن "حماة
كانت موقع أحد المذابح الشهيرة في عهد
والده عام 1982، حينما قُتل عشرات الآلاف
من أهالي المدينة"، مشيرا الى أن "بعض
الخبراء توقعوا أن العالم تغير بشكل واسع
قد لا يساعد النظام السوري الحالي على
تكرار ما فعله من قبل"، لافتةً الى أن "الأسد
يعيد تماماً ما فعله والده، وذلك بهجوم
الدبابات والجيش السوري على مدينة حماة من
الجهات الأربع".
ولفتت الى أنهم "أطلقوا القذائف والأعيرة
النارية دون تمييز على المواطنين العزل
الذين كانوا يشكلون حاجزاً بشرياً
بأجسادهم"، مضيفةً أن "تسجيلات الفيديو
تنقل قصف الدبابات السورية لمآذن المساجد
في هذه المدينة السنية"، مشيرةً إلى أن "هذا
الهجوم بدا عشية شهر رمضان المعظم، واستمر
طيلة يوم الاثنين، ولا يزال عدد القتلى
مجهولاً"، معتبرةً أن "نشطاء المعارضة
السورية أكدوا أن عدد القتلى يوم الأحد
كان 55 شهيداً، ثم ارتفع الرقم يوم
الاثنين ليتجاوز الـ100 شهيد".
وترى الصحيفة أن "مثل هذا الهجوم الدموي
يعكس مدى يأس الرئيس الأسد، كما لو كان
السبيل الوحيد أمامه لإنقاذ نفسه هو شن
حرب ضد المدنيين العزل بل ويبدو أنه واثق
من أنه سيفلت من العقاب، لاسيما بعدما أكد
حلف شمال الأطلسي أنه لن يتدخل في سوريا،
وبعدما فشل مجلس الأمن وجامعة الدول
العربية في إدانة هجمات النظام السوري
علانية"، مشيرةً إلى أن "الإدارة
الأميركية غيرت موقفها بشأن سوريا يوم
الأحد، حيث أصدر الرئيس الاميركي باراك
أوباما بياناً أعرب فيه عن انزعاجه من
التقرير المرعبة الواردة من حماه، والتي
تعكس حقيقة النظام السوري"، لافتةً الى
أنه "لم يتضح ما هو الإجراء الذي قد تتخذه
الإدارة الأميركية وتختتم الصحيفة
الافتتاحية بقولها إن الرئيس أوباما تعهد
بزيادة الضغط على النظام السوري في الفترة
القادمة، غير أنه تعهد بذلك قبل نحو شهرين
دون أن يُسفر عن نتائج ملموسة. ومن ثم،
أفلا يوجد سبب يدفع الرئيس الأسد إلى
الاعتقاد أنه سينجو بفعلته في قتل أبناء
حماة؟". |