|
حذّر رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان
رامي عبد الرحمن، من إقحام الجيش السوري
في مدينة حماة السورية (وسط)، وشدد على
رمزية مدينة حماة مذكراً بـ "المجزرة
الدموية" التي حصلت فيها في الثمانينات من
القرن الماضي، وقال إن رمزيتها تجعل
السلطات السورية تفكر كثيراً قبل اقتحام
الجيش للمدينة دون أن يستبعد إمكانية
اقتحام حماة من قبل قوات الأمن، ونبّه من
أن المدينة "خط أحمر" وأن جَرحها من شأنه
إشعال سورية
وفيما إن كانت السلطات السورية ستكون
بالفعل حذرة من دخول مدينة حماة السورية
التي كانت مسرحاً بداية الثمانينات لأحداث
دموية أسفرت عن قتل عشرات الآلاف من أهالي
المدينة وفق بعض المراقبين، أكّد رامي عبد
الرحمن، رئيس المرصد، في تصريح لوكالة (آكي)
الإيطالية للأنباء أن على السلطات السورية
"أن تكون حذرة قبل إقحام قوات الجيش
السوري ودباباته في حماة لعدة أسباب، من
أهمها أن المظاهرة الشعبية الضخمة التي
خرجت في مدينة حماة يوم الجمعة الماضي
كانت سلمية 100% ولم تُسال نقط دم واحدة
فيها، كما لم تُهاجم المقار الحكومية،
فكيف ستبرر هذه السلطات أمام الداعمين لها
من المجتمع الدولي إقحام الجيش لقمع
مظاهرة سلمية" وفق قوله
وتابع "كذلك إن رمزية حماة والمجزرة
الدموية التي حصلت فيها في الثمانينات من
القرن الماضي تجعل السلطات السورية تفكر
كثيراً قبل اتخاذ هكذا قرار، ولكن يمكن أن
تقتحم حماة من قبل قوات الأمن وحفظ النظام
وليس إقحام الجيش في محاولة لتقليل
الخسائر البشرية" حسب توقعه
وقالت منظمات حقوقية إن دبابات الجيش
السوري تحركت قبل يومين لتتمركز في مواقع
حول المدينة في شبه حصار لها، وأكّد
المرصد السوري أن قوات الأمن السورية
اعتقلت عشرات الأشخاص في حماة خلال
اليومين الماضيين وقتلت ما لا يقل عن 23
شخصاً خلال أربع وعشرين ساعة، وسعى بعض
أهالي المدينة لسد الطرق المؤدية إلى
الأحياء السكنية الرئيسية بحاويات للقمامة
وحجارة وإطارات مشتعلة في محاولة لمنع
تقدم محتمل للقوات
وحول رد فعل أهالي المدينة إن تم اقتحمها،
قال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان
الذي يتخذ من لندن مقراً له "بالنسبة لرد
فعل الأهالي كان واضحاً من خلال آلاف
الشبان الأبطال الذين أقاموا المتاريس في
شوارع المدينة وأقسموا على التصدي
للدبابات إن دخلت بصدورهم العارية وسلمية
تظاهرتهم" حسب تأكيده
وعن الإجراءات التي يقوم بها المركز وغيره
من مراصد وهيئات حقوق الإنسان في حال تم
اقتحام المدينة، قال عبد الرحمن "في حال
إقحام الجيش السوري في حماة وإصدار أوامر
له باقتحام المدينة بدباباته لقمع
الاحتجاجات الشعبية يكون النظام السوري
دخل مرحلة خطيرة بهذا القرار الذي سيشعل
الشارع السوري الحي بشكل مؤكد مع سقوط أول
شهيد تحت جنازير الدبابات، وسوف يزيد من
عزلته الدولية والعربية، وسيدخل البلد في
منحى خطير لا أحد يعرف عواقبه، ونحن في
المرصد السوري لحقوق الإنسان قلناها سابقاً
ونعيدها.. حماة خط أحمر لأن جرح حماة إن
فُتح سيشعل سورية بكل تأكيد وسنفضح النظام
دولياً وعربياً إعلامياً وحقوقياً، ولن
نقف مكتوفي الأيدي أمام الجرائم التي ممكن
أن تحصل في المدينة" على حد تعبيره
وعن تحركات المرصد بالذات قال "المرصد منذ
انطلاق الشرارة الأولى للثورة السورية لم
يتوقف يوماً واحداً عن فضح ممارسات النظام
في انتهاكات حقوق الإنسان في سورية، ولن
نتوقف عن فضح هذه الانتهاكات حتى لو كلفنا
هذا أرواحنا لأنها ليست أغلى من روح حمزة
الخطيب والحاجة آمنة صهيوني وأرواح 1399
شهيداً مدنياً و348 من الجيش وقوى الأمن
الداخلي" حسب تقديره.
وحول احتمال تغير قواعد اللعبة وخروج
التظاهرات عن سلميتها في حال اقتحام حماة
قال "التظاهرات السلمية هي الطريق الأفضل
لنقل سورية إلى دولة ديمقراطية، وإذا
خرجنا عن السلمية سوف نقدّم خدمة تاريخية
للنظام يحلم بها من أجل تبرير القتل
والقمع خصوصاً أمام المجتمع الدولي ، ولكن
نحن على ثقة كاملة بأبناء الشعب السوري
الذي سيصنع المعجزات بسلمية ثورته، وسوف
تشرق شمس الحرية والديمقراطية في سورية
شاء من شاء وأبى من أبى" وفق تعبيره
وكان الأسد الأب قد أرسل قواته إلى حماة
عام 1982 لسحق انتفاضة قادها بعض
الإسلاميين في المدينة، أسفرت عن سقوط نحو
30 ألف من أهالي المدينة وفق تقديرات بعض
المنظمات الحقوقية |