|
نزحت اكثر من مئة عائلة من حماة، وسط
سوريا، خشية ان تقوم السلطات السورية
بعملية عسكرية في هذه المدينة التي يطوقها
الجيش غداة مظاهرات ليلية في عدة مدن ردا
على مسيرات التاييد التي نظمتها فعاليات
نقابية واجتماعية.
ياتي ذلك فيما دعا ناشطون الى التظاهر غدا
في يوم "جمعة لا للحوار" التي نادى النظام
السوري لعقده مع اطياف من المعارضة
والمجتمع السوري في 10 تموز/يوليو.
وذكر رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان
رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "ان
اكثر من مئة عائلة نزحت من مدينة حماة
باتجاه منطقة السلمية (جنوب شرق حماة)".
واوضح ان النزوح تم "تحسبا من عملية
عسكرية يخشى ان يقوم بها الجيش السوري"
الذي يطوق المدينة منذ الثلاثاء.
كما اشار الناشط الى "سماع اطلاق نار على
جسر مزيريب القريب من المدينة".
وكان عبد الرحمن قال الثلاثاء ان "الدبابات
متمركزة عند مداخل المدينة باستثناء
المدخل الشمالي. والسكان في حالة تعبئة
وقرروا الدفاع عن انفسهم حتى الموت لمنع
دخول الجيش المدينة".
وتعد حماة 800 الف نسمة وهي تعتبر منذ
1982 رمزا تاريخيا بعد قمع حركة تمرد
لجماعة الاخوان المسلمين المحظورة ضد
الرئيس حافظ الاسد والد بشار الاسد ما
اسفر عن سقوط 20 الف قتيل.
كما لفت رئيس المرصد الى تظاهرات ليلية
جرت في العديد من المدن السورية "ردا على
مظاهرات التاييد" التي نظمتها فعاليات
نقابية واجتماعية في هذه المدن.
واشار الى "تظاهرة ضمت الالاف في ادلب (شمال
غرب) وحرستا (ريف دمشق) ودير الزور (شرق)
ونوى (ريف درعا) بالاضافة الى مظاهرة ضمت
المئات في سقبا (ريف دمشق) واخرى في تل
رفعت (ريف حلب)".
كما اشار رئيس الرابطة السورية لحقوق
الانسان عبد الكريم ريحاوي "الى مظاهرات
ليلية جرت في حي الميدان وسط العاصمة وفي
الكسوة والتل وزملكا والقابون (ريف دشق)"
واضاف "كما تظاهر المئات في اللاذقية (غرب)
وطيبة الامام (ريف حماة) والحسكة (شمال
شرق) وفي احياء من حمص (وسط) والبوكمال (شرق)
ومعرة النعمان (شمال غرب)"
من جهتها ذكرت صحيفة الوطن الموالية
للسلطة الخميس "سيطر هدوء حذر على مدينة
حماة الاربعاء، بعد أن قامت الاجهزة
الامنية بازالة الحواجز (...) وفتحت
اغلبية الشوارع في مختلف ارجاء المدينة".
واضافت ان السلطات "اعتمدت التهدئة
والحوار" مطالبة المتظاهرين "بفتح الطرقات،
والسماح للموظفين بالوصول إلى دوائرهم،
وعدم الصدام مع الأمن واستفزاز عناصره،
وعدم الاحتقان وجر المدينة إلى الخيار
العسكري كحل أخير".
واشارت الى ان بعض المتظاهرين "وضع شروطا
على السلطات المحلية تتلخص بإعادة المحافظ
السابق، وإطلاق سراح المعتقلين، وعدم نزول
الأمن إلى الشارع، والتظاهر السلمي يوميا
في ساحة العاصي".
وكانت مدينة حماة التي تقع على بعد 210
كلم شمالي دمشق، شهدت الجمعة الماضية اضخم
تظاهرة مناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد
منذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف اذار/مارس
شهدتها المدينة وشارك فيها نحو نصف مليون
شخص في غياب لقوات الامن.
واصدر الرئيس السوري غداة هذه المظاهرة
مرسوما اقال بموجبه محافظ حماة وقام الجيش
على الاثر بنشر دبابات عند مداخلها، بحسب
ناشطين حقوقيين.
وفي جبل الزاوية (ريف ادلب) حيث يجري
الجيش عمليات عسكرية منذ منتصف حزيران/يونيو،
فرض حظر تجول غير معلن في عدد من القرى
التي شهدت عمليات امنية في اليومين
الماضيين اعتقل خلالها نحو 300 شخص، بحسب
عبد الرحمن.
وذكر رئيس المرصد "ان حظرا للتجول غير
المعلن فرض على سكان كنصفرة وكفر عويد
وكفر رومة واحسم وكفرنبل" لافتا الى
معاناة السكان نظرا "لعدم تمكنهم من
التسوق وشراء حاجياتهم الغذائية".
واشار "الى ان فرض منع التجول هذا لم يمكن
المزارعين من الخروج الى حقولهم لحصد
محاصيلهم" في تلك القرى.
وياتي ذلك فيما نفذ الاهالي في حماة وحمص
(وسط) اضرابا كاملا حيث اغلقت المحال
التجارية بشكل شبه كامل عشية دعوة وجهها
الناشطون على صفحة "الثورة السورية 2011"
على فيسبوك الى تظاهرات في سوريا في 8
تموز/يوليو اطلقوا عليها شعار "لا للحوار".
وجاء في الدعوة "الدماء انهار والمدن تحت
الحصار لا حوار لا حوار لا حوار".
ومن المقرر ان تناقش هيئة الحوار الوطني
التي شكلها النظام موضوع التعديلات التي
تبحث حول الدستور ولا سيما المادة الثامنة
منه على جدول أعمال اللقاء وطرح مشاريع
القوانين التي تم اعدادها على اللقاء
التشاوري وخصوصا قوانين الاحزاب
والانتخابات والادارة المحلية والاعلام.
لكن لجان التنسيق المحلية للمتظاهرين وبعض
المعارضين ابدوا معارضتهم لها.
وقال الحقوقي انور البني لفرانس برس "في
الحقيقة، لا جدوى من الحوار الآن، إذا لم
يتوقف الحل الأمني وسحب القوى العسكرية
والأمنية من الشوارع والتخلي عن استخدام
الحل الأمني والقوة لقمع الشعب".
وادى قمع التظاهرات في سوريا الى مقتل
اكثر من 1300 مدني واعتقال اكثر من 10
الاف شخص ودفع الاف السوريين الى النزوح،
وفق منظمات غير حكومية. |