ما بين نفوق العديد من بكاكير الأبقار
الرضيعة ولجوء العديد من المزارعين إلى
بيع العجول بسبب الضيقة الاقتصادية لغرض
الذبح لا التربية خاصة مع غلاء الأعلاف
واستقرار سعر الحليب الطازج كشف المهندس
عمر محمود الشالط رئيس غرفة زراعة دمشق
لـ"دي برس" عن تقلص الثروة الحيوانية من
الأبقار في الحظائر السورية، حيث أكد ان
حجم النفوق السنوي للبكاكير الرضيعة من 20
– 25% ويعود ذلك لضعف ثقافة تربية الأبقار،
وحماية القطعان من التلوثات والأمراض
السارية.
وكان الشالط قد تطرق في وقت سابق إلى ضعف
الحالة المعيشية لمربي الأبقار وعدم جني
الفائدة المرجوة من نواتج الحليب مع
الارتفاع الكبير لأسعار الأعلاف من شعير
ونخالة وكسبة حلبية وذرة الصفراء، إضافة
إلى إرهاق أصحاب مزارع الأبقار بمستلزمات
إضافية للإنتاج كاللقاحات البيطرية،
والفحوص الدورية، والأدوية فباتت تكلفة
إنتاج ليتر الحليب الواحد تصل في بعض
المزارع السورية إلى 18 – 19 ليرة سورية،
في حين مبيعها لا يتجاوز 17.5 ليرة سورية،
الأمر الذي عرض عدداً كبيراً من مشاريع
الأبقار في سورية إلى خسائر شهرية كبيرة
شكلت عبئاً على كاهل أصحابها، الأمر الذي
دعا الشالط مطالباً وزارة الاقتصاد
والتجارة إلى التدخل لوقف إغراق الأسواق
المحلية بمنتجات الحليب المجفف وتشجيع
الحليب الطازج كبديل عنها.
وبحسب محمود الانكليزي رئيس مجلس ادارة
جمعية خريجي معاهد والثانويات الزراعية
والبيطرية فإن أهم أسباب ضعف زيادة رؤوس
الابقار في سورية يعود إلى نقص الأعلاف
وقله الاهتمام بالتربية وصغر المشاريع،
مايشكل اهمالاً في العناية البيطرية لتلك
القطعان، كما تطرق الانكليزي إلى حالات
الفساد التي تشوب الجمعيات الموزعة
والمستثمرة لحصص الفلاحين من الأعلاف وعدم
عدالتها في توزيعها على كامل الفلاحين.
وعن دور الوحدات الارشادية الزراعية في
الرعاية البيطرية تحدث علي سعادات مدير
زراعة دمشق وريفها بقيام كل وحدة ارشادية
بتنفيذ خطة سنوية شاملة ومعتمدة، كالبدء
بحملة تلقيح الحمى القلاعية مابين شهري
شباط وأذار، كما يتبع ذلك اللقاح لقاح أخر
بعد ستة أشهر لعدوى أخرى.
كما بين سعادات بأن نسبة نمو الثروة
الحيوانية مستقر في سورية والذي يتراوح ما
بين 4 – 8%، وفيما يخص الأبقار فإن عددها
في محافظة دمشق وريفها يصل اليوم إلى ما
يزيد عن 186 ألف رأس، وهو رقم يعد متوازن
ضمن معدل اعداد الذي يتراوح غالباً نا بين
170 – 190 ألف رأس.
ولفت سعادات إلى قيام مديرية الزراعة
بتشجيع المزارعين بشكل دائم إلى انشاء
مشاريع تربية أبقار لتحسين المستوى
المعيشي في ظروف الجفاف ونقص المياه، حيث
تساهم المديرية بتسهيل التراخيص والمساعدة
في تأمين المياه وحفر الأبار واستجرار
الكهرباء للحظائر النظامية التي يتجاوز
عدد أبقارها العشرة رؤوس.
يذكر أن عدد الثروة الحيوانية من الأبقار
في عام 2009 – 2010 وصلت إلى ما يزيد عن
200 ألف رأس إلا أن ارتفاع سعر الأعلاف
وحلول الجفاف ونقص المياه دفع المربين إلى
تقليص عدد رؤوس أبقارهم ليصل إلى المعدل
الوسطي بـ 184 ألف رأس من الأبقار. |