|
مجلس الشيوخ ضمن برامجنا
السياسية ومن شأنه إزالة بعض المخاوف
والتشنجات ويندرج ضمن مشروع وطني حقيقي
لتطوير عناصر النظام
لماذا لم يتقدم نصرالله بمعلوماته حول
تورط إسرائيل في جرائم الاغتيال قبل الآن؟
قرار الاتهام ليس ملكاً لأي جهة وتعطيل
المحكمة يعطّل آخر أمل في بناء لبنان
تفشي العملاء مسؤولية من يمنع قيام الدولة
و لا تواصل مع دمشق وقناعتنا تصحيح
العلاقات
بيروت - أجرى الحوار عدنان الراشد - عمر
حبنجر - ناجي يونس
ما من لبناني الا وتأثر بتداعيات
الاغتيالات في المرحلة الاخيرة من الاحداث،
واذا تجاوزنا التسميات، يستحيل ان نجد
أحدا من القيادات اللبنانية متحررا من
الثوب الاسود، أو بمنجى من الذكريات
المؤلمة.
وآل الجميل، وبالذات عائلة الرئيس السابق
للجمهورية والرئيس الحالي لحزب الكتائب
امين الجميل، في مقدمة العائلات السياسية
التي دفعت دما ثمنا لمواقفها السياسية.
تاريخ هذه العائلة، يشبه التراجيديا
اليونانية، مأساة متتالية، الأب بيار
الجميل، مؤسس حزب الكتائب تعرض لمحاولة
الاغتيال أكثر من مرة، الابن بشير الجميل
رئيس الجمهورية المنتخب اغتيل قبل وصوله
الى قصر بعبدا، الوزير والنائب بيار أمين
الجميل، حفيد المؤسس، سقط في كمين نصبته
له مجموعة من «المجاهيل» الذين لم يعثر
لهم على اثر ملموس حتى اليوم، اللهم الا
اذا كان اصبح في جعبة المحقق الدولي، ما
يشي بعكس ذلك.
الرئيس أمين الجميل عاد ليدير دفة حزب
الكتائب، بعد فترة انقطاع قسرية، فيما
استعاد نجله سامي المقعد النيابي للحزب
والعائلة في دائرة المتن، حصن آل الجميل
التقليدي.
«الكتائب» تتحاور مع «التيار الوطني
الحر»، لكن مع الابقاء على تحالفها
مسيحيا، مع «القوات اللبنانية»، لا ترفض
الانفتاح على سورية، لكنها لا تعتبر نفسها
مسؤولة عن عدم التواصل.
في موضوع حزب الله الرئيس الجميل مع مبدأ
حصرية السلاح بيد الدولة، لكن من دون أن
يصبح الخصم المسيحي الاول للحزب، وهو ما
ينسحب على علاقاتها مع فريق 8 آذار اجمالا،
بدءا من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية
مرورا بتيار العماد عون، الذي يقول ان
جزءا معتبرا من مؤيديه، هم كتائبيين في
الاصل. أما بالنسبة للقوات اللبنانية،
فثمة اشكالية في مكان ما، كون معظم
القواتيين هم كتائبيين في الأساس، بينما
معظم الكتائبيين اليوم ذوو ميول «قواتية».
في البيت المركزي لحزب الكتائب، في محله
الصيفي، وسط بيروت، كان اللقـاء مع رئيس
الكتائب، الذي تشده الى الكويت ذكريات
زيارات وعلاقات، ودار الحوار حول القمة
الثلاثية اللبنانية ـ السعودية ـ السورية،
وحول نتائجها وتفاعلاتها، وحول شبكة
الأمان السورية ـ السعودية، التي نشرها
الزعيمان العربيان، خادم الحرمين الشريفين
الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس بشار
الاسد، ومدى مناعتها بوجه الاعاصير المطلة
على المنطقة.
وتم تناول القرار الاتهامي المرتقب في
جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وبيار
أمين الجميل، وباقي شهداء المرحلة
السوداء، ووعد السيد حسن نصرالله بكشف
البينات عن تورط اسرائيل في هذه الجرائم،
فبدا ان الرئيس الجميل ليس خائفا على
الحقيقة.. خالصا الى التأكيد، ردا على
سؤال، على ان حالة الطقس بين «بيت الوسط»
و«بيت الكتائب» ممتازة وكانت له اشارة
عابرة انما ذات بُعد تغازلي مع النائب
وليد جنبلاط تمثلت في دعوته الى انشاء
مجلس الشيوخ المنصوص عليه في اتفاق
الطائف، مع الدعوة الى «مؤتمر وطني حقيقي»
لتطوير عناصر النظام، وفيما يلي نص
الحوار:
قمة الثلاث ساعات
كيف ترون القمة الثلاثية في قصر بعبدا؟
لا أعرف ما اذا كنا نستطيع ان نعتبرها قمة
ثلاثية أم لا، فالقمة بالمعنيين
الديبلوماسي والدولي تحتوي على مقدمات
وتحضيرات واجتماعات ومشاركة للمعنيين
والقياديين في كل أعمال هذه القمة
ومباحثاتها.
عقدت هذه القمة في بعبدا بشكل مفاجئ وقد
اقتصرت على 3 ساعات فقط، لذا فإنني أتوقف
عند رمزيتها أكثر من فعاليتها، ويبقى ان
نعرف مدى استعداد كل المعنيين بها لإعطاء
الرمزية الفاعلية والنتائج المرجوة.
لقد وضعنا بشكل أو بآخر العربة أمام
الحصان فعقدنا القمة وتركنا الشؤون
التطبيقية الى مرحلة لاحقة ولا شك في ان
هذه الرمزية مهمة جدا وستفتح مجالات واسعة
شرط ان يسمح الوقت بقطف ثمارها فلا تغدرنا
الظروف والتطورات بشكل يبقي على رمزية
القمة من دون بلوغ الفاعلية المرجوة
والنتائج الحسية الميدانية.
لا شك ايضا في ان هذه القمة قد بردت
الأجواء ستزيل بعض التشنجات وتساعد في
إطلاق الحوار وعقد بعض اللقاءات وقد يحصل
ربما تحضير لعقد قمة اخرى تقام على ارضية
صلبة اكثر تسهل على لبنان ان يقطف ثمارا
ناضجة لقمة كهذه.
كانت هذه القمة إيجابية جدا وقد ذللت بعض
العقبات، وقد تفتح المجال امام تذليل
العقبات الأخرى وهذه الأخيرة موجودة
ومؤثرة جدا على الساحة اللبنانية، ولا
يمكننا ان نتجاوزها اذا ما أردنا ان يحل
السلام والاستقرار في لبنان.
تستند شبكة الأمان المتوافرة للبنان في
الوقت الحاضر الى الدعامتين السورية
والسعودية فما رأيك؟
لا أعتقد ان مجرد لقاء سوري ـ سعودي في
لبنان سيوجد الحل لكل القضية اللبنانية
المتشعبة، أكثر من ذلك او أن مجرد حصول
هذا اللقاء سيؤدي الى تنازل كل الفرقاء
على الساحة اللبنانية عن بعض الأهداف التي
يسعون إليها.
أين البعد الإقليمي؟
إن القضية اللبنانية ذات بعد لبناني
وإقليمي وتقتضي المعالجة الحقيقية تضافر
مجموعة من الجهود والقيام ببعض التضحيات
من هنا وهناك للوصول الى نتيجة.
هناك أطراف على الساحة اللبنانية خارجة عن
التفاهم السوري ـ السعودي وهي قادرة فأين
البعد الغربي؟ وأين البعد الشرقي؟ وأين
البعد الإقليمي؟ وأين البعد اللبناني
الداخلي؟ وعندما تكون الأمور بكل هذه
التعقيدات فمن الأفضل ان نسير خطوة تلو
الأخرى وان نجني ثمار نتائج هذه القمة ما
سيساعد على إيجاد حلول للعقد الأخرى.
ما أولى العقبات التي يجب ان نباشر فورا
بتذليلها؟
هناك مواضيع عدة مطروحة على الساحة بدءا
بالمحكمة الدولية التي شكلت فرصة ذهبية
بالنسبة الى لبنان فقد استشهد الكثير من
قياداتنا ولم تتمكن العدالة اللبنانية من
كشف اي حلقة من هذه الجرائم، ولم تتوصل
الى اي دليل فأتت المحكمة بإمكانيات ضخمة
لمساعدتنا في كشف الحقيقة.
لماذا لم يتقدم نصرالله بمعلوماته؟
إنها فرصة.. حرام علينا ان نفوتها ويجب ان
تتضافر كل الجهود لإنجاح مهمة هذه المحكمة
وقد سمعنا في الآونة الأخيرة سجالات
وحملات كأن الغرض منها نسف المحكمة
وتعطيلها بالكامل، وهو ما لا يمكن أن يقبل
به أي إنسان أو أي ضمير حي.
وفي الأمس القريب قال السيد حسن نصرالله
ان لديه معلومات حسية ودامغة بالنسبة الى
اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وانني
أستغرب لماذا لم يتقدم السيد نصرالله بهذا
كله الى النيابة العامة في لبنان او الى
لجنة التحقيق الدولية مادام انه واثق من
هذه المعلومات.
وعندما ستعلن هذه المعلومات فإنه على
الدولة اللبنانية ان ترفعها الى المحكمة
الدولية.
في مطلق الأحوال لن نقبل بتسييس هذه
المحكمة وان تكون لها أهداف غير كشف
الحقيقة وإحقاق الحق وليس ذلك من المصلحة
الوطنية بصورة عامة، كذلك من مصلحة حزب
الكتائب وعائلتنا اذ لنا شهيدان رفعت
ملفاتهما الى المحكمة وهما النائبان بيار
الجميل وأنطوان غانم، ان تسييس المحكمة
يحيد بها عن درب الحقيقة ويمنع كشف النقاب
عنها.
التعاون مع حزب الله لتعزيز المحكمة
وإننا على أتم الاستعداد للتعاون مع حزب
الله لتعزيز مصداقية المحكمة وتزويدها بكل
ما لدينا لتكون أعمالها نزيهة ومجدية
وللحؤول دون أي انحراف لها عن الأهداف
التي أنشئت من أجلها.
هل تخشى على القرار الظني المرتقب صدوره
من المحكمة الدولية؟
ليس القرار الظني ملكا للحكومة اللبنانية
او مجلس النواب او اي طرف في لبنان او حتى
أصحاب العلاقة من ذوي الشهداء والمحكمة
مؤسسة دولية ومجلس الأمن حريص على تحقيق
العدالة في لبنان وسقوط هذه المحكمة سيعني
سقوط المحكمة الدولية في يوغوسلافيا وتلك
في راوندا كذلك سقوط اي مصداقية لقرارات
المجلس بصورة عامة.
ان مصداقية مجلس الامن الدولي على المحك
اكثر مما هي مصداقية المحكمة الدولية في
لبنان، أما الا يقدم بعض المشتبه بهم الى
العدالة فان العديد من المطلوبين من
المحكمة الدولية في يوغوسلافيا لايزالون
فارين من وجه العدالة حتى اليوم حيث ستتم
محاكمة من القي القبض عليهم وجاهيا
وغيابيا من سيتعذر جلبهم امام المحكمة
وسيستمر المجتمع الدولي في ملاحقتهم.
الا تتخوفون من وقوع فتنة في لبنان اذا ما
صدر هذا القرار ووجه الاتهام الى احد في
حزب الله؟
لبنان مكشوف وهو لا يمر بأحلى حالاته
والاكيد ان عدم احقاق الحق سينسف آخر امل
في تعزيز الكيان اللبناني ونظامه
الديموقراطي واعطاء الطمأنينة للناس وحيث
يكون الشعب اللبناني والمجتمع الدولي قد
اكدا على احقاق الحق في لبنان.
ان تعطيل المحكمة الدولية يعطل الامل
الاخير في بناء لبنان المؤسسات والمستقبل
فالعدل هو اساس الملك وعندما يسقط الاول
يسقط الثاني واذا سقطت المحكمة سقطت
مصداقية كل المؤسسات.
سر تفشي التعامل مع إسرائيل
كيف تنظر الى واقع تفشي المشتبه بهم في
التعامل مع اسرائيل؟
شخصيا لا استغرب على الاطلاق ما يحصل في
هذا الاطار ولعل المسؤول عن الوضع الذي
نعيشه في لبنان اليوم هو ان كل طرف يمنع
قيام الدولة، عبر زرع الشقاق بين الناس
فالتشرذم السائد على الساحة اللبنانية
بفعل اعتراض البعض وممانعتهم لقيام الدولة
المسؤولة والمؤسسات الفعالة هو الذي ادى
الى هذا النوع والكم من الاختراقات
للمؤسسات كافة، ويقول المثل «ان الطبيعة
تكره الفراغ» واننا نلاحظ تعطيل قيام
المؤسسات الرسمية وايجاد مؤسسات رديفة مما
يفتح المجال واسعا امام كل دولة او طرف او
انسان لملء هذا الفراغ تبعا لمصالحه.
وتكمن الطريقة الوحيدة لتحصين المصلحة
الوطنية في تقوية المؤسسات الشرعية مما
يحد من الاختراقات وهذا النوع من
الجواسيس، علما ان لنا كامل الثقة بالقضاء
والاجهزة ويبقى كل انسان بريئا حتى تثبت
ادانته ولننتظر نتائج التحقيقات القضائية.
مع الجيش في السراء والضراء
كيف تقيم المواجهة بين الجيش اللبناني
والقوات الاسرائيلية في العديسة مطلع
الاسبوع الجاري؟
نحن الى جانب الجيش اللبناني في السراء
والضراء وشهداؤه هم شهداء الوطن كذلك شهيد
الصحافة والمطلوب من الجيش وقوات الطوارئ
المزيد من التنسيق لتحصين الساحة
اللبنانية وحدود الوطن ومصالحه العليا.
بين بيت الوسط والبيت المركزي!
ماذا عن احوال الطقس بين بيت الكتائب
المركزي وبيت الوسط؟
العلاقات ممتازة بينهما والتواصل جيد جدا
سياسيا وشخصيا ووطنيا.
والعلاقة مع 14 آذار؟
منذ اكثر من عام اعلنا اننا غير معنيين
بأي اطر تنظيمية لفريق 14 آذار بل بأهداف
14 آذار وبعلاقات قياداتها مع بعضها البعض
اذ لنا اعتراضاتنا وملاحظاتنا الكبيرة على
الاطار التنظيمي القائم اي الامانة
العامة.
لا تواصل حاليا مع دمشق!
هل القنوات سالكة بينكم وبين دمشق؟ وما
درجة الحرارة؟
ليست هناك اي علاقة في الوقت الحاضر يمكن
ان نبني عليها وليس هناك اي تواصل عملي
بيننا وبين سورية، وجل ما في الامر ان
قناعتنا تشير الى ضرورة تصحيح العلاقات
بين البلدين والى انه اذا كان جارنا بخير
فنحن بخير لتبنى هذه العلاقات على احسن
الاحوال.
ان الوصول الى ارساء هذه العلاقات على اسس
ممتازة يقتضي القيام بخطوات وتحقيقها
كاملة فقد اعلنا عن ملاحظاتنا عن هذه
العلاقات بكل وضوح واننا على استعداد
للاستماع الى اي ملاحظات قد يبديها
السوريون. ونحن نصر على ان تكون هذه
العلاقات بين المؤسسات الشرعية في البلدين
من دولة لدولة لذلك شجعنا الخطوات التي
قام بها رئيس الحكومة سعد الحريري
والحكومة وايدناهما في هذا المجال ومن شأن
ذلك ان يعزز العلاقة مستقبلا بين الشعبين
اللبناني والسوري والقيادات اللبنانية
والسورية حتى بين حزب الكتائب وسورية.
ما موقفكم من انشاء مجلس الشيوخ الذي نص
عليه اتفاق الطائف؟
ان مجلس الشيوخ هو من ضمن برامجنا
السياسية ومن شأن انشائه ان يزيل بعض
المخاوف والتشنجات ويندرج هذا المجلس ضمن
مشروع متكامل.
ماذا عن اتفاق الطائف؟
اهمية هذا الاتفاق في انعقاد مؤتمر الطائف
وتفاهم القيادات اللبنانية على وقف اطلاق
النار وعلى مبدأ اعادة بناء المؤسسات
وهناك مجموعة من العناوين التي لم تنفذ في
الاتفاق او نفذت بشكل مشوه او بما يخالف
النص الموضوع بشأنها خدمة لبعض المصالح.
ولا بد من التوقف عند روح هذا الاتفاق لا
عند نصه وقد آن الاوان لعقد مؤتمر وطني
حقيقي تكون الغاية منه تطوير عناصر النظام
اللبناني حيث يتبين اكثر فأكثر وجود خلل
كبير فيه وهو ما يمنع استتباب المؤسسات.
علاقة «الكتائب» مع بيت الوسط «ممتازة»
وهي في قلب أهداف 14 آذار وليس في تنظيمها
رغم التطورات، والتغييرات التي اعترت صفوف
قوى 14 آذار منذ سنة تقريبا مازالت علاقة
«الكتائب» مع بيت الوسط ممتازة، ومازالت
الكتائب في قلب هذه القوى، أو بالاحرى في
قلب اهدافها وليس تنظيمها، كما يقول
الرئيس الجميل في حديثه لـ «الأنباء» لأن
له تحفظات على الحالة التنظيمية لهذه
القوى، مازالت مستمرة، خصوصا الامانة
العامة لقوى 14 آذار.
فالعلاقة مع 14 آذار تشوبها تحفظات
تنظيمية، حول موقع الحزب في الامانة
العامة، كما سبق القول، وحتى في الهرميــة
القياديــة، ولــو شكليـا، فعنــدما دعــت
«كتلة المستقبــل» اقطاب 14 آذار للبحث في
موضوع حقـوق اللاجئيــن الفلسطينيين كان
الاعتراض الكتائبي على الشكــل الذي هو
جزء من الجوهر، حيث كان يفترض ان يعقد
الاجتماع برئاسة رئيس الجمهورية السابق،
من دون ان يعني ذلك، استهدافا لرئيس كتلة
المستقبل رئيس الحكومة السابق فؤاد
السنيورة صاحب الدعوة للاجتماع |
