أكد مستشار رئيس الحكومة
اللبنانية للشؤون الخارجية محمّد شطح أنّ
"المحاكم الدوليّة عملها علني ولا شك بأنّ
الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن
نصرالله مقتنع بما سيقوله لجهة اتهام
إسرائيل باغتيال الرئيس الشهيد رفيق
الحريري، ولكن ذلك يعني أنّ علينا أن ندفع
باتجاه المحكمة الدوليّة وبسرعة حتى
نتمكّن من إدانة اسرائيل أمام المحكمة
وحتى لا تستغل إسرائيل الوقت الطويل
للتصويب على حزب الله". وسأل: "هل هناك
فريق لبناني يريد ضرب شركاء في الوطن؟"،
مضيفاً: "إتهام إسرائيل بهذه الجريمة إذا
كان هناك قرائن، وأنا لا أشكّك بذلك،
يفترض أن نطالب بالمحكمة الدوليّة
وبالقرار الظني، فأفضل اتهام لإسرائيل هو
عبر عرض هذا المسألة على المحكمة لتبيان
ما تضمره إسرائيل للبنان".
شطح، وفي حديث لقناة "lbc"، قال: "رئيس
الحكومة اللبنانيّة لا يستطيع أن يتّخذ
قراراً بشأن القرار الظني ولا سعد رفيق
الحريري، فولي الدم ليس فقط سعد الحريري،
فهناك لبنانييون آخرون سقط لهم ضحايا
أيضاً، وكذلك يمكن اعتبار أنّ مجلس الأمن
هو أيضاً ولي الدم الذي أراد أن يساعد
لبنان حتى لا يتم إرهابه كما حصل"، مؤكداً
"عدم معرفة متى سيصدر القرار الظني"،
وأضاف: "إنما هناك انطباع بأنّه سيصدر آخر
هذا العام".
ولفت شطح إلى أنّ "حكومة لبنان في البند
13 من البيان الوزاري والمجلس النيابي
التزمت بالمحكمة الدوليّة ولا يجب أن
نستخف بذلك، وأيّ فريق سياسي يمكنه أن يخل
بهذا الالتزام، ولكن هذا الأمر فيه مس بـ"حزب
الله" بذاته عبر إبعاد المحكمة الدوليّة
عن إسرائيل، ولا يجوز أخذ الاستقرار
الداخلي رهينة في هذا الاطار"، مشيراً إلى
أنّ "أفضل طريقة لمجابهة هكذا اتهام
لـ"حزب الله" هي عبر الإضاءة على القرائن
الأخرى التي تدين إسرائيل بسابقة دولية هي
المحاكمة العلنيّة"، وأضاف: "من دون شك
أنّه ليس شيئاً اعتيادياً أن يستبق أحد
قراراً اتهامياً، ولكن تجنّب الفتنة يجب
أن يحصل ضمن ميثاق بين القيادات بأنّ لا
فتنة بغض النظر عن أي قرار من هذا النوع".
وإذ ذكّر بأنّ "القرار الظني أصبح منذ
فترة طويلة أمراً لا علاقة للبنان به"،
رأى شطح أنّ "اتهام المحكمة مسبقاً وعدم
وجوب صدور قرار ظني لا يحمي المحكمة من
التسييس، والشهود الذين أدلوا بإفادات
حقيقيّة أو زوراً هم جزء من المحاكمة
والظلم الذي لحق بأحد فلا يُرفع إلا عبر
المحاكمة العلنيّة". وأضاف: "لا أحد عنده
قدرة على تطيير المحكمة، مع التأكيد بأنّ
ذلك لن يفيد اللبنانيين وتعاضدهم وتصويب
الأمر نحو إسرائيل كما هي قناعة السيّد
نصرالله".
وعن إمكانيّة اللقاء بين رئيس مجلس
الوزراء سعد الحريري ونصرالله، أوضح شطح:
"الرئيس الحريري بادر للقاء السيّد
نصرالله وهو بادر للقاء بعض القادة في
"حزب الله" ولا أستبعد لقاءً آخر، فالرئيس
الحريري مد يده إلى الجميع وجلس الى ألد
خصومه السياسيين على طاولة واحدة، وهو
مستعد وسيبقى على تواصل مع الجميع".
وعن انعكاس الأوضاع الإقليميّة على لبنان
وكيفيّة تخطيها، أكد شطح أنّ "لبنان
انعكاس للأوضاع في المنطقة وهو أيضاً
مؤثّر على هذه الأوضاع"، مشدداً على أنَّ
"التعاون السعودي ـ السوري مهم جداً ومن
المفيد النظر إلى ذلك بشكل إيجابي
لبنانيّاً"، مضيفاً أنّ "الامتحان الحقيقي
له شق داخلي بأن يكون هناك نوع من الوفاق
بين السياسيين بأنَّ لا تنعكس الخلافات
العربيّة علينا وخصوصاً على شكل خلاف
مذهبي أحياناً، ولبنان بطبيعته معرّض
لانشقاقات داخليّة".
وشدّد شطح، في السياق عينه، إلى أنّ "حياد
لبنان في النزاعات العربيّة ـ العربيّة
مهم وليس الحياد في الصراع العربي ـ
الإسرائيلي، وإذا أردنا إدخال لبنان كجزء
من محور سيبقى معرّضاً، لأنّ الاتفاق
العربي لا يمكن الاعتماد عليه ليبني
توازناً في الداخل".
وأكد شطح "حاجة لبنان لتفاهم عربي كي
يُحمى لبنان من التحوّل إلى مركز لهذا
الصراع، فهناك أمور أساسيّة على
اللبنانيين أن يتفاهموا عليها ولا يمكن
الكلام عن استراتيجيّة دفاعيّة من دون
الاتفاق على أسس كهذه أوّلاً". |