شهد عدد من المدن ذات الغالبية الكردي
في أقصى شمال شرق سوريا تظاهرات حاشدة
اليوم الأربعاء لدعم المجلس الوطني الكردي
الذي تشكل مؤخرا وللتضامن مع المدن
السورية الأخرى التي تشهد حملات قمع على
يد قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وتشكل المجلس الوطني الكردي في سوريا في
الـ 27 من الشهر الماضي ويضم في صفوفه 200
عضو من السياسيين والمثقفين والمستقلين
وشباب فضلا عن ممثلي 10 أحزاب كردية،
وانتخب المجلس هيئة تنفيذية من 45 شخصا 20
منهم من قادة الأحزاب والبقية مستقلين.
وقال ممثل الحزب الديمقراطي الكردي في
سوريا (البارتي) في إقليم كردستان العراق
بهجت بشير لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز)
إن "عدة مدن كردية في سوريا شهدت تظاهرات
حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف من الكرد".
وأوضح بشير خلال اتصال هاتفي من أربيل أن
"التظاهرات التي خرجت في مدن القامشلي
وعامودا والدرباسية وغيرها في محافظة
الحسكة جاءت للتعبير عن دعم المتظاهرين مع
المجلس الوطني الكردي والثورة السورية
والتضامن مع المدن السورية الأخرى التي
تشهد حملات قمع تمارسها قوات النظام
السوري".
وكان المجلس الوطني الكردي قد قرر عند
تشكيله تبني الحراك الشعبي المطالب بإسقاط
النظام السوري وطالب أيضا "بإيجاد حل
للقضية الكردية على أساس حق تقرير المصير
للشعب الكردي الذي يعيش على ارض آبائه
وأجداده".
وحاول النظام السوري استمالة الكرد إلى
جانبه في بداية الاحتجاجات عندما أصدر
الأسد مرسوما بمنح الجنسية السورية لعشرات
الآلاف من الكرد الذين جردوا منها في
عملية إحصاء استثنائية أجريت في ستينيات
القرن الماضي.
لكن الاحتجاجات الشعبية التي بدأت لأول في
مدينة درعا السورية في منتصف آذار/مارس
الماضي استمرت بصورة شبه يومية في المدن
ذات الغالبية الكردية في أقصى شمال شرق
البلاد.
وتزايدت وتيرة الاحتجاجات الكردية بعد
اغتيال القيادي البارز مشعل التمو في
القامشلي الشهر الماضي، وقالت المعارضة إن
النظام يقف وراء مقتله.
ورفض قادة الأحزاب الكردية المحظورة في
سوريا دعوة من الأسد للقائه في دمشق في
حزيران/يونيو الماضي، وطالبوا النظام
السورية بوقف إراقة دماء السوريين.
ولا توجد إحصائية دقيقة لأعداد الكرد في
سوريا، إلا أن إحصائيات غير رسمية تشير
إلى أن عددهم يبلغ نحو 3 ملايين نسمة،
ويشكلون ما نسبته 10-17% من سكان سوريا.
ويتركز تواجد الكرد في محافظة الحسكة (أقصى
شمال شرق سوريا) ومنطقتي عفرين وكوباني (عين
العرب) التابعتين لمحافظة حلب (شمال)،
إضافة إلى أنهم يتواجدون بكثافة في أحياء
بدمش وحلب.
ويعتبر الكرد من أشد المناوئين لنظام
الحكم في سوريا منذ أن تسلم حزب البعث سدة
الحكم قبل نحو 50 عاما. ويتهم الكرد
السلطات الحاكمة بتطبيق سياسات عنصرية
بحقه.
ويقول ناشطون إن مسلسل العنف ما يزال
مستمرا في سوريا ويسقط يوما مدنيون برصاص
قوات الأمن رغم أن الأسد تعهد الأسبوع
الماضي بوقف أعمال العنف بعد موافقته على
خطة للجامعة العربية لإنهاء الأزمة
السورية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المرصد
السوري لحقوق الإنسان أن 11 مدنيا قتلوا
بينهم طفلة اليوم الأربعاء في سوريا برصاص
قوات الأمن في عدة مدن.
واوضح المرصد في بيان ان "مواطنين استشهدا
متأثرين بجروح أصيبا بها صباح اليوم (الأربعاء)
في حي الخالدية وشارع القاهرة (حمص) برصاص
الأمن والشبيحة".
كما اعلن المرصد ان "ثلاثة مواطنين بينهم
طفل استشهدوا في محافظة درعا اثر إطلاق
رصاص من قبل القوات السورية في مدينة انخل".
وأكد المرصد ان "رجلا استشهد في حي برزة
اثر إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن السورية
فجر اليوم" الأربعاء.
كما قتل خمسة آخرون أثناء تشييع جنازته في
وقت لاحق، حيث أوضح المرصد انه "ارتفع إلى
خمسة عدد الشهداء المدنيين الذين قتلوا
اليوم الأربعاء خلال إطلاق الرصاص من قبل
قوات الأمن في حي برزة على مشيعي رجل".
وكانت الجامعة العربية قد دعت إلى اجتماع
طارئ لوزراء الخارجية العرب السبت المقبل
للنظر في تقاعس سوريا عن الالتزام بوعودها
في وقف العنف وإجراء حوار مع المعارضة.
وقالت الأمم المتحدة أمس أن حملات القمع
التي تمارسها السلطات السورية أسفرت عن
مقتل 3500 شخصا منذ بدء الاحتجاجات في
البلاد منتصف آذار/مارس الماضي. |