|
يستعد
لبنان خلال الساعات القليلة المقبلة تلقي
جواب دمشق عن موعد زيارة الرئيس بشار
الأسد بيروت، تلبيةً للدعوة التي كان
وجّهها إليه الرئيس اللبناني ميشال
سليمان، في أول قمّة جمعتهما في دمشق، في
13 أغسطس 2008، ومن ثم كرّرها في القمّة
الأخيرة التي جمعتهما في دمشق أيضاً، في
15 يونيو الماضي، وضمّنها إصراراً على
نظيره السوري تمديد زيارته يومين، واصطحاب
زوجته السيدة أسماء الأسد، في إشارة الى
مزج الطابع الشخصي والعائلي بالسياسي.
والزيارة «التاريخيّة» المتوقعة للرئيس
السوري ترمي، في رأي مسؤولين لبنانيين،
إلى تعزيز عناصر الإستقرار، وهي تفوق
برمزيتها أهمية جدول أعمالها، حسب ما
تردّد منذ أن أعلِن عنها، لكونها «تدلّ
على اعتراف سوري بلبنان كدولة مستقلة،
وعلى أن تبادل الزيارات هو بمثابة إعلان
دبلوماسي عن التشديد على التعامل مع لبنان
وفق ما يجب، أي من دولة الى دولة».. علماً
أنها ثالث زيارة له للبنان: الأولى كانت
في 3 مارس 2002، حيث ترأس مع رئيس
الجمهورية السابق إميل لحود المجلس الأعلى
السوري- اللبناني، والثانية حصلت في 27
مارس 2002 حيث شارك في القمّة العربية
التي انعقدت في بيروت.
وفيما يستعجل لبنان زيارة الرئيس السوري
له، حسب قول مصادر مطّلعة على فحوى
الإتصالات التي تجري بين المعنيّين بهذه
الزيارة، وكان آخرها منتصف الأسبوع الفائت
حيث أجرِي آخر اتصال على خطّ بيروت- دمشق
حيال الزيارة المقرّرة مبدئيّاً والمعلّقة
الموعد، وإن تردّد أنها ستتمّ قبل 15
الحالي أو في مطلع شهر أغسطس، فإن ما تجدر
الإشارة إليه هو أن زيارة الأسد تأتي في
الوقت الذي يجد فيه لبنان نفسه «مزدحماً»
بروزنامة مواعيد رسمية رفيعة المستوى،
فضلاً عن انشغاله ببدء شهر رمضان المبارك
في 11 أغسطس المقبل، بينما أبلغ مسؤولون
ايرانيون في بيروت ان الرئيس الايراني
احمدي نجاد يرغب بزيارة إلى لبنان قبل شهر
رمضان.
ولم يتضح تماماً موعد زيارة الرئيس السوري
لبيروت، رغم تردد معلومات غير رسمية ، عن
إمكان حصولها في أول شهر أغسطس، خلافاً
لما كان أشيع عن إمكانية حصولها قبل 15
الجاري.
وفي انتظار أن يتلقّى لبنان الرسمي جواب
سوريا عن موعد زيارة الأسد بيروت، أكّد
مصدر وزاري مقرّب من الرئيس سليمان
ل«البيان» أن لبنان لا يريد إستقبال
الرئيسين السوري والإيراني في مدّة
متقاربة، وذلك «كي لا تترك الزيارتان
أثراً على الدور الذي يحاول لبنان أن ينأى
بنفسه به عن وطأة النزاعات الإقليمية، من
غير أن يغضب دمشق وطهران على السواء»، هذا
من جهة، إضافة الى كون تزامن الزيارتين
«قد يعيد إلى الأذهان الصورة الثلاثية
التي جمعت في دمشق، في 26 فبراير 2010،
الأسد ونجاد والأمين العام لحزب الله
السيّد حسن نصر الله، وأثارت جدلاً حيال
هذا الحلف». |